تُعَدُّ الدولة العثمانية من أهمِّ الدول في تاريخ البشريَّة، وهذه ليست مبالغةً في الحقيقة؛ فتاريخها الذي يمتدُّ أكثر من ستَّة قرونٍ شمل مساحاتٍ شاسعةً في ثلاث قارَّات: أوروبَّا، وآسيا، وإفريقيا، ومن الصعب أن تدرس تاريخ دولة من دول غرب آسيا أو شرق أوروبَّا أو شمال إفريقيا دون أن تمرَّ على تاريخ الدولة العثمانيَّة، بل إنَّ تاريخ العالم بشكلٍ عامٍّ متقاطعٌ بشكلٍ مباشرٍ، أو غير مباشرٍ مع هذه الدولة العريقة، فتقاطعاتها مع إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا كثيرةٌ ومتكرِّرة، وتقاطعاتها كذلك مع دول وسط آسيا وجنوبها والدول العربيَّة كلِّها، ودولٍ كثيرةٍ في إفريقيا، تقاطعات لا يُغفلها المؤرِّخون أبدًا؛ لذلك اهتمَّ جُلُّهم بهذه الدولة الكبيرة، وتعدَّدت الدراسات المتعمِّقة في أحداثها.