فتاه من مومباي

فتاه من مومباي

Dhs. 50.00
or 4 payments of Dhs. 12.50 AED . No interest, no fees. Learn more

:In stock

: 9789948022619

الحياة دائرة صغيرة ضيقة، كلما أستحكمت حلقاتها، أدركنا أكثر أن لا مفر منها ولا فرار. فها هي حياة دُرية تموج بين ماضيها وحاضرها. وها هي يد ماهي تمتد من الماضي دائمًا، لتدفعها للأمام. فالخواء الذي يتركه شخصٌ في حياتك، يسبب صريرًا يؤذيك على المديين البعيد والقريب. والخواء الذي تركته ماهي في حياة دُرية، كان كافٍ لأشعارها بالذعر، من أن يزداد الراحلين. فبعد رحيلها لم يبق لها إلا تلك الذكريات التي شاركتها أياها وبعض الصور، تاركةً أياها بذلك مكدرة الفكر، ذات قلبٍ هش وروحٍ شقية. في حين تقف والدتها جيهان بعيدًا، غير آبهةً بالمشهد؟ هكذا كانت جيهان وهكذا ستظل، امرأة لا تحمل ملامح الأم. حيث لا تتذكر يومًا نادتها فيه بأمي. وقد تخونها ذاكرتها مرة، لكنها لن تخونها العمر كله. فوالداها كعالمان لم يتحدا إلا مرة، ليجلبا الدمار لأخر. فأصبحت هي كنقطة غريبة، وسط عددٍ من النقاط الأخرى، لا لون لها. انجبتها والدتها لتنصرف عنها في النهاية، لتعيش هي هائمةً في وجودها المعدم. بينما لم يُضع والدها وقتًا بعد طلاقه من جيهان، فأسرع في بناء حياةٍ أخرى جديدة، أثمرت عن طفلٍ لا يجمع بينها وبينه إلا تشابه في الأسماء. تقضي دُرية حياتها بين صراعات الماضي والحاضر، تحاول التغلب على تلك الصعوبات، التي تُركت لتجابهها وحيدة. تسافر إلى دبي، حيث قررت أن تعيش. فربما كانت ماهي االوحيدة، التي بأستطاعتها جذب يدها بعيدًا. حيث السلام الذي يتبادى من معرفة الحياة على حقيقتها. لذا ما أن دعتها شروتي إلى الذهاب للهند، حتى عادت إليها روحها، تلك التي فقدت بعد ماهي. فكل ما يخصها، ما زال يبعث بداخلها الحياة. تنطلق دُرية في رحلتها إلى الهند، يحوطها الأمل في أحتضان عالم ماهي. غير مدركةً لكون عالمٍ جديد هو الذي سيحتضنها. لكنها تفاجأ بأنها بعيدة كل البعد عما تخيلته، فلقد تركتها شروتي وحيدة، تتخبط في مكانٍ لا يميزها. هناك تلتقي بفتاة، السعادة هي المكون الأساسي من مكونات وجودها. حيث تجذبها برفق إلى خارج الدائرة التي تطوقها. يصاحبها في تلك الرحلة مذكرات ماهي، التي كشفت في عالمها الورقي، عن جزءٍ منها. حيث جدها الذي رعاها وأغدق عليها من فيض حكمته، حتى تعلمت كيف تُدار الحياة؟ وحيث عمها الذي تكالب عليها، كما تتكالب المصائب على أصحابها. تستمر رحلتها طويلًا، حتى تشعر بأنها بلا نهاية، لتفاجأ بأنها كانت أقصر مما تتخيل.