ان في المرتفعات الخضراء
اسم المؤلف : لوسي مود مونتغمري
ترصد رواية «آن في المرتفعات الخضراء» حياة إنسانة يتيمة، من الطفولة إلى نهاية مرحلة المراهقة مع التحولات التي تمر بها، وكيفية التعامل مع مواقف وظروف الحياة تبعاً لآلية التفكير في كل مرحلة عمرية. والأهم من كل هذا التركيز على إيجابية التفكير والتفاؤل ورؤية الجانب المشرق من الحياة بصورة غير مباشرة. وبطلة الرواية طفلة يتيمة مفعمة بالحيوية والاندفاع. وهي على الرغم من فقدان والديها عندما كانت طفلة رضيعة وعملها حتى بلغت الحادية عشرة من العمر في عدة بيوت آوتها لترعى عدداً من أطفالها في مثل سنها، بقي تفاؤلها بالحياة جزءاً راسخاً من مزايا شخصيتها. وصلت آن إلى مزرعة المرتفعات الخضراء، وفرحتها بجمال الطبيعة والمكان تفوق أي وصف، لكنها سرعان ما أدركت أنها وصلت نتيجة خطأ من مسؤولة الميتم. يشفق صاحب المزرعة ماثيو المتقدم في السن وأخته ماريلا العانس على آن التي وصلت بدلاً من صبي الميتم. كان ماثيو قد طلب صبياً من الميتم لمساعدته في أعمال المزرعة، لكن حبور آن وحماسها وطلاقتها في التعبير عن مشاعرها، دفعوا ماثيو للتعاطف معها وسرعان ما أنس لحديثها ثم لها على الرغم من خجله وصعوبة تواصله مع النساء من مختلف الأعمار. تعارض ماريلا في البداية بقاءها، لكنها هي الأخرى تتعاطف معها بعد أن سمعت قصتها وظروفها. تشيع الطفلة في المزرعة الحيوية والمرح ويعتبرها الشقيقان بمثابة ابنة لهما، ويتجلى حرص آن الدائم على إسعاد الآخرين واكتساب حبهم ورضاهم، وبعد أن كان هاجسها الانتماء إلى عائلة ومكان. بعد شعورها بالاستقرار وتكوين الصداقات كرست طاقتها في الدراسة وكانت تجد في كل من شخصية مدرستها ومن ثم زوجة القس نموذجاً يحتذى به. وتتجلى المواقف الكوميدية في كل مرة تتحمس آن لشخصية ما، إذ يدفعها انفعالها وارتباكها إلى التصرف بحماقة وبصورة خرقاء، إلا أن طيبتها وإخلاصها كانا يتغلبان على كل شيء في النهاية. وكلما مرت سنة تعمقت الكاتبة في تحليل الأحداث وكل من شخصية آن وماريلا، وبالتالي رصد تعاقب مراحل نضج تفكير آن، التي انقلب اندفاعها وحيويتها إلى هدوء واتزان، وتجلى ذلك من خلال صداقتها مع غيلبرت بلايث التي بدأت بصورة سيئة في مرحلة الدراسة الأولى. وبسبب كبريائها وعنادها تصر على تحفظها معه