قصص القرآن
للعلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي
اسم المؤلف : فايز بن سياف السريح
إن من عادات النفوس ، وجبليات الفطرة أن تشـرتب لـــــــماع القصص والأخبار ، وأن تنشط تمرأى الأطلال والآثار ، وأن تقيد من القلوب الحية العفة والاعتبار ، ولذا كان من أعظم أضرب الخطاب القرآني ، وأجل أنواع المعاني القرآنيـة ما كان القـرآن يوصله عن طريق القصص والأخباره لقد جاء القرآن قاصا ﴿ إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِى هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ وامر الله نبيه ﷺ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
ولما كانت القصـة تقع في القلوب موقعا عظيما قال بعض السلف القصص جند من جنود الله » ، أي ، أنها تؤثر في القلوب ، وتعط النفوس بما لا يحصل من التوجيه المباشر الذي لم يكن واقعا . فإن أردت صادق الخبر ، وصدق العبارة ، وجمال المعتبر ، فاجعل القرآن نافذتك على أطلال الديار ، لتنظر في حضارات بائـدة ، وأمم وقرون هامدة خلد القرآن أفعالها ، وسطر على مر الزمان ما جرى لها ، فكان ذكر القرآن لها عبرة لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ