الوسيلة والبلاغة في شرح موجز البلاغة
:In stock
: 9786038274989
Share:
الوسيلة والبلاغة في شرح موجز البلاغة
للعلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور
اسم المؤلف : عبدالله بن صالح الفوزان
مقدمة الشارح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد ..
فهذا شرح حررته على كتاب موجز «البلاغة للعلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور المتوفى (۱۳۹۳هـ خدمت نصوصه بأسلوب سهل وتعبير الكتاب والسُّنَّة وكذا ما فيه من الأمثال والشعر، واضح، وشرحت أمثلته واجتهدت في تحريره قدر الاستطاعة.
وقد سلكت في شرحه المنهج الآتي :
۱ - قدمت لهذا الشرح بترجمة موجزة للمؤلف العلامة الشيخ : محمد الطاهر ابن عاشور ثم تحدثت عن أهميَّة علم البلاغة وحاجة طالب العلم إلى الإلمام بمسائله ولو على صفة الإيجاز، ثم تحدثت عن هذا الكتاب «موجز البلاغة مبينًا ،فائدته ومنزلته من كتب ،البلاغة وأهم المعالم البارزة فيه .
2 - شَرْحُ كلام ابن عاشور بأسلوب سهل وعبارة واضحة، للوقوف على مسائل البلاغة ،وقواعدها وما تحتاج إليه من الأمثلة، وقد استفدت من تعليقات ابن عاشور في بعض المواضع، وجعلته ضمن شرح المتن، وقد أشير إليه، وهو قليل جدا .
3 - العناية ببلاغة القرآن والحرص على إبراز أسرار التعبير القرآني وإدراك ما فيه من خصائص البيان، وزيادة بعض الأمثلة من القرآن لتوضيح هذا الغرض النفيس، وأرجو ألا يكون ذلك استطرادًا أو خروجا على منهج المؤلف . .
الوسيلة والبلاغة في شرح موجز البلاغة
4 - العناية بأبيات الشعر التي مثل بها ابن عاشور بعزوها إلى مصادرها، ونسبة ما لم ينسب إلى قائله - إن أمكن - وشرح غريبها، وبيان معانيها، وقد جاء في الكتاب أبيات لا وجود لها في كتب البلاغة؛ فاحتاجت للرجوع إلى الدواوين الشعرية وما في بابها من كتب الأدب ؛ فراجعتها ووثقتها، وإن كان ثمة اختلاف أشرت إليه قدر الاستطاعة.
5- زيادة بعض الأمثلة التي لها أثر في توضيح القاعدة البلاغية، وإثراء المادة العلمية وقد يُمثل بأمثلة غير مسلمة من جميع الوجوه، أو تختلف في تقريرها نظرة العلماء، وهذا لا يؤثر، لأن من قواعد الأصول: أن المثال لا يُعترض؛ لأن المراد منه بيان ،القاعدة فيكفي فيه الفرض ومطلق الاحتمال (۱).
6 ـ ترجمتُ للأعلام الواردة في الكتاب من شعراء وكتاب وغيرهم ترجمة موجزة، وجعلت ذلك في حاشية الكتاب.
7 ـ تم ضبط المتن بالشكل الكامل لتسهيل قراءته على دارس البلاغة، وتحصينه من الخطأ معنى وإعرابا . - لم أكثر من عزو المعلومات إلى مصادرها؛ خشية إثقال الكتاب بالحواشي، وإنما اكتفيت بعزو ما له أهمية من النقول ونحوها، وقد عزوت إلى بعض المجلات العلمية لقصد إرشاد القارئ إلى أن هذا الموضوع قد بحث .
كما أنني رجعت إلى مؤلفات معاصرة ؛ نظرًا لسهولة تعاريفها، وكثرة أمثلتها ووضوحها .
9 ـ أودعتُ في هذا الشرح جملاً متعددة منثورة في أبوابها، وهي بمثابة قواعد بلاغية يستفاد منها ولعل القارئ الكريم يتأنى في التأمل؛ ليحصل عليها .
10 - لا أدعي الكمال ولا مقاربته في هذا الشرح، فقد أكون فهمت کلام ابن عاشور في بعض المواضع على غير معناه، أو حملته على غير مراده، ولكن حسبي أني بذلت جهدي في تحريره، لذا أرجو من القارئ الكريم - ولا سيما المتخصص - أن يُهدي إليَّ ما يراه من ملحوظات.
١١ - الاعتماد على الطبعة القديمة التي طبعت في المكتبة العلمية بتونس سنة (١٣٥١ هـ) تقريبًا، وقد صورتها دار أضواء السلف سنة (١٤٢٦هـ) فهي
من أجود الطبعات - في نظري لهذا الكتاب - كعادتي في شرح المتون - بعد بذل الجهد، ولعل الله أن ولم يتيسر لي الحصول على نسخة خطية ذلك .
هذا ، ، وقد نشأت علاقتي بالبلاغة وظهرت رغبتي فيها منذ دراستها في المعهد العلمي، ثم في كلية الشريعة في الرياض ثم وفقني الله تعالى لتدريسها من عام (۱۳۹٤) عدة أعوام في المعهد العلمي، وفي بعض الدورات العلمية، ثم الاستفادة منها في بعض ما أنعم الله به عليَّ من شروح الحديث ذلك لا أعد نفسي من أربابها ولا المتخصصين فيها الذين مَنَّ الله تعالى عليهم بسعة الاطلاع ، وقوة البيان وجمال الأسلوب، وذلك لقصور وغيرها، ومع باعي وقلة بضاعتي، لكني أردت أن أدلي بدلوي بين الدلاء، وأضرب بسهمي في هذا الميدان مشاركا الباحثين بالإسهام في خدمة البلاغة من خلال شرح هذا «الموجز»، والحرص على تقريبها للطلاب وتحبيبها إليهم، وسميته : الوسيلة والبلاغة في شرح موجز البلاغة) (۲) .
فإن رأيت أيها القارئ الكريم في هذا الشرح شيئا من الضعف في الأسلوب، أو الخلل في تطبيق القاعدة، أو سوء الفهم، فأنا معترف بقصوري وتقصيري ، ولا أُسَلِّمُ نفسي عن خطأ وزلل ولا أعصم قولي عن وَهُم وخَطَل ) .
والله أسأل أن ينفع بهذا الجهد ؛ إنه سميع قريب مجيب.
وكتبه
عبد الله بن صالح الفوزان