بيوت تسكنها المدن
:In stock
: 9781787525429
Share:
بيوت تسكنها المدن
ايلاف الريش
بيوتنا هي نحنُ بطريقةٍ ما أو بأخرى هي تعبيرنا الفصيح عما نود أن يكون عليه العالم، بيوتنا ليست جدرانًا وأسقفًا وأقفالاً وأبواب ليست طوبا وحجارة وحجرات بيوتنا هي ذكرياتنا وجوهنا، أصواتنا وعوائلنا. هي مسارح حياتنا. عوالمنا الخاصة واللصيقة. أحدنا لا يدرك مصير حياته كما لا يدرك مصير منزله لا يدري من وارثه بعد حين ومن بائعه ومن مشتريه. الأمر الوحيد الحتمي والمُدرك تجاه المنزل، هو ذاكرته. وهذا ما يشدني ما أرتحل خلفه ما يستهويني ويثير فضولي في كل بيتٍ أدخله ذاكرة المنازل والبيوت. حكايات الناس الذين عبروا بها طريقة تشكيلها وبنائها وتشييدها، ما أثر بها من حضارات وفنون منمنمات الحياة اليومية لربات البيوت وطقوس الأسر. نعيش في منازل نُحبها، نقضي إليها تركن لجانبها الدفيء، نشتاقها بعد يوم طويل خارجها وبعد سفر بعيد نشتاقها حتى يكون فعل العودة للمنزل بعد غياب أكثر الأفعال رتابة وحميمة في الوقت ذاته، ولكني أفكر. بعد أن توزع عُمري على أربعة بيوت في وطني وعشرات البيوت حول العالم حين السفر أفكر. متى يُمكن أن أقول عن بيت ما. أنه صار سكنا. يا أيها القارئ السعيد المسافر على متن الكلمات في الكتب أدعوك لتشاركني الرحلة، هذا الكتاب سفر في جماليات البيوت التي تسكنها المدن.