عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين Eidat Al Saabirin
:In stock
: 180549
Share:
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
Eidat Al Saabirin
اسم المؤلف : الامام ابن القيم الجوزية
كتاب عن فضل الصبر والشكر، ألفه ابن قيم الجوزية، يتناول الكتاب على أقوال من تفسير القرآن الكريم وعلى أحاديث نبوية شريفة معزوة إلى مظانها ومسائل فقهية مقررة بالدليل ودقائق سلوكية على سواء السبيل لا تخفى معرفة ذلك على من فكّر وأحضر ذهنه.يقول ابن القيم في بداية كتابه هذا: «ولما كان الايمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر، كان حقيقا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها، أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين.»فلذلك وُضع هذا الكتاب للتعريف بشدة الحاجة والضرورة إليهما، وبيان توقف سعادة الدنيا والآخرة عليهما، فجاء كتابًا جامعًا حاويًا نافعًا
علق عليه وأخرج احاديثه سليم بن عيد الهلالي
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد :
فإن الإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر، وذلك أن ما يلقى العبد لا يخلو من نوعين :
الأول: النعم التي أسبغها الله على عبده ظاهراً وباطناً، فهو محتاج إلى ذكرها وشكرها والتحدث بنعمة الله عليه فيها فلا يركن إليها، ولا ينهمك فيها، ويراعي الحقوق ؛ فيعطي كل ذي حق حقه، فهذا مقام الشكر .
الثاني: المصائب التي تحيق بالعبد؛ فتأخذ الأحبة، وتهلك الأموال، وتضعف البدن وتهزم الملذات والشهوات التي زينت للناس؛ فهو محتاج إلى تلقيها بالرضى؛ فلا يجزع ولا يسخط ولا يشتكي وينتظر الفرج والعوض من الله، وهذا مقام الصبر. ولما كان الأمر كذلك كان حقيقياً على من نصح نفسه، وأحب نجاتها، وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين ،العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين؛ ليجعله الله لقائه يوم مع خير الفريقين .
وحتى تتضح الحجة وتستقيم المحجة لطالبي عليين؛ فلا بد من بـ المقامين العليّين، والمقصَدَيْن الأسْمَيَيْن ؛ فوقفت على كتاب «عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لشيخ الإسلام الثاني والإمام الرباني ابن قيم الجوزية، فوجدته قد جمع مفردات هاتين المسألتين جمعاً وافياً لم يسبق لمثله، ولم يلحقه من بعده والفيتها موسوعة تربوية شاملة في مقامات الدين ودرجات اليقين وتيقنت من صدق مؤلفها في وصفها حيث قال :
فجاء كتاباً جامعاً حاوياً نافعاً فيه من الفوائد ما هو حقيق أن يُعض عليه بالنواجذ، وتثنى عليه الخناصر ؛ ممتعاً لقارئه، صريحاً للناظر فيه، ومسلياً للحزين، ومنهضاً للمقصرين ومحرضاً للمشمرين مشتملاً على نكات حسان من تفسير القرآن وعلى أحاديث نبوية معزوة إلى مظانها، وآثار سلفية منسوبة إلى قائلها، ومسائل فقهية حسان مقررة بالدليل ودقائق سلوكية على سواء السبيل، ولا تخفى معرفة ذلك على من فكر وأحضر
ذكر أقسام الصبر ووجوه الشكر وأنواعه .
وفصل النزاع في التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر لهم وذكر حقيقة الدنيا وما مثلها به الله ورسوله والسلف الصالح، والكلام على سير هذه الأمثال ومطابقتها لحقيقة الحال وذكر ما يذم من الدنيا ،ويحمد وما يقرب منها إلى الله ويبعد، وكيف يشقى بها من يشقى، ويسعد بها من يسعد .
وغير ذلك من الفوائد التي لا تكاد تظفر بها في كتاب سواه، وذلك محض الله على عبده وعطية من بعض عطاياه؛ فهو كتاب يصلح للملوك، والأمراء، والأغنياء والفقراء والصوفية والفقهاء؛ ينهض بالقاعد إلى السير، ويؤنس السائر في الطريق وينبه السالك على المقصود (۱) .
وقد رأيت ذلك عياناً، وليس الخبر كالمعاينة فإذا هذا الإمام والجهبذ الهمام يخطو بمن خلصت نيته وصفت سريرته وطويته إلى الأمام؛ ليكون من أهل التثبيت والإقدام لا التثبيط والإحجام. قد كان في ذلك الفارس المجلى، ونصيبه من السبق القدح المعلى فكان لا بد أن يشاركنا إخواننا من أهل الإيمان هذا الذوق الشرعي المحلى ؛ فاستخرت الله في إخراجها من مرقدها لترى النور، ويزداد بها أهل الصبر والشكر حبوراً وسروراً، فتعود بين مسلمي عصرنا محاضن التربية الإيمانية الربانية للسير على إثر السلف فننجح كما نجحوا، ونفوز ونفلح كما فازوا وأفلحوا؛ فإنه لن يصلح هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، وقد نجا سلفنا الصالح بالزهد واليقين .
والله يقول الحق، ويهدي إلى سواء السبيل ملفا
مطبوعات الكتاب وتقويمها :
طبع الكتاب طبعات متعددة، منها:
طبع سنة ١٣٤١هـ بمطبعة الإمام في مصر.
وطبع سنة ١٣٤٩هـ بالمطبعة السلفية في مصر .
ثم توالت الطبعات في مصر ولبنان.
وقد وقع في كثير من هذه الطبعات نقص في أصل الكتاب وتداخل عبارات في أكثر المواطن، وتوجيهاً لكلام المؤلف يخرجه عن مقصوده ومراده يؤدي إلى فهم عاطل ورأي باطل . مقالع فهم الخالية ، ليكات ولذلك كان لزاماً تحقيق نصوص هذا الكتاب وضبطها، وتخريج أحاديثه وآثاره وبيان درجاتها صحةً وضعفاً خدمة للعلم ووفاء لأهله
* عملي في التحقيق :
وقد أجريت قلمي في الكتاب :
۱ - نسخاً ومقابلة على نسختين خطيتين :
الأولى موجودة في دار الكتب المصرية رقم (٢١٥٩) أخلاق دينية، وتقع في (١٥٣) ورقة كل صفحة فيها (٢٥) سطر تقريباً، وكل سطر (١٠) كلمات، وهي مكتوبة بخط النسخ الواضح. جاء في آخرها علقه أفقر الورى وأسير ذنوبه وأحوج عباد الله إلى مغفرته ورحمته ولطفه ورضاه وعفوه عبدالرحمن بن عبدالعزیز آل عويد ضحوة السبت في شهر الله ذي القعدة سنة ۱۳۱۳ من هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. الكلام على
ورمزت لها بـ «م» .
الثانية: نسخة عراقية موجودة على ميكروفيلم أتى بها أحد إخواننا من طلاب العلم في بغداد. ورمزت لها بـ «ظ».
وقد فعلت ذلك - أي: المقابلة - مراراً، لأتجنب السقط، أو التصحيف،
أو الوهم والتحريف. وأثبت الفروق بين النسختين في الحاشية .
۲ - ضبطاً لنصوصها ؛ ليسهل على القارىء فهمها، وهذا يشتمل على:
أ - إعجام الكلمات بالحروف والحركات .
ب - شرح الغريب .
ت - تقسيم الكتاب إلى فقرات حسب ما يقتضيه المعنى مراعياً علامات الترقيم.
٣ - عزوت الآيات إلى مظانها في كتاب الله بذكر رقمها وسورتها، ووضعت ذلك بجوارها وحرصت على أن تكون بالرسم العثماني .
4- خرجت الأحاديث الواردة في الكتاب، وبينت درجاتها حسب ما تقتضيه قواعد الصناعة الحديثية مستأنساً بأقوال أهل العلم ممن رسخوا في هذا الفن قديماً وحديثاً ، وما كان منها في الصحيحين» أو أحدهما اكتفيت بالعزو إليه ؛ لأن ذلك مشعر بالصحة مالم ينص على خلاف ذلك بعض أهل العلم وهي
حروف يسيرة .
5- خرجت الآثار والأشعار الواردة في الكتاب قدر الوسع والطاقة.
6- ترجمت للأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب. رحمه الله .
7 - علقت على بعض المواطن التي تشكل على القارىء، ويستعجم عليه فهمها، أو فيها استدراك على المصنف
8- ترجمت للمصنف ترجمة وسيطة مبيناً مكانته العلمية، وقيمة كتبه ورسائله، وأثره في العلوم الشرعية .
۹ - صنعت فهارس علمية تحليلية حتى يتناول طالب العلم فوائده بيسر، ويلتقط حاجته بسهولة وهي:
أ - فهرس الآيات القرآنية مرتبة حسب السور.
ب - فهرس أطراف الأحاديث النبوية مرتبة حسب حروف المعجم.
ت - فهرس الآثار مرتبة على قائليها .
ث - فهرس الرواة والأعلام المترجم لهم. ج - فهرس الأماكن والبلاد والبقاع. ح - فهرس الأشعار .
خ - فهرس الفرق والطوائف والجماعات والقبائل .
د فهرس الفوائد العلمية .
فهرس المصادر والمراجع.