امرأة مثلها

أيّ مسافة تفصل بين حبيبين؟ قارّتان وثقافتان وثمانية؟ ومع ذلك، كانت تلك البداية: لقاء ظريفًا، ومصادفة غريبة، وتطوّرات رطبت على وقع أحداث مِحورها مصعد قديم، مفخرة سكّان أحد المعلومات المتعارفة في مانهاتن.
وبين الكوميديا ​​وتفاعل كل من ملفّات فيها، قصّة حبّ بين شاب هنديّ طموح، ثائر على مجتمعه وعاداته ومتمسّك رغم ذلك بقيَمه ومبادئه، وشابّة بشكل ثابت، ثارة على وضعٍ سجينته. ذات يومٍ بالرغم منها.
هل نجحت النجاح في تخطّي الحواجز، وغلْب الحقائق، وإيجاد ما هو مشترك بين عالمين أقلّ ما يقال فيهما أنهما متباعدين؟
في نصّ لا يخلو من الفكاهة وسرعة الخاطر، يُدخل الكاتبُ القارئ إلى نيويورك من بابها العريض، بتفاصيل أحيائها ومبانيها وناسها. يتنقّل من ثقافة إلى أخرى بخفّة الدعابة، ويرسم للرواية إطارًا يُكرّس أبطالها، هؤلاء الأشخاص الذين قد لا يلتقون بهم في متنزّه، أو في مقصورةِ مصعدٍ عفا عليه الزمن. ما المسافة التي تفصل بين عاشقين؟ قارتان وثقافتان وثمانية طوابق؟ ومع ذلك، كانت تلك مجرد البداية: لقاء صدفة، ولقاء عفوي، وسلسلة من الأحداث التي تسارعت على إيقاع مصعد قديم، فخر سكان مبنى فاخر في مانهاتن.

وسط المواقف الكوميدية وتفاعلات شخصياتها، هذه قصة حب بين شاب هندي طموح، متمرد على مجتمعه وعاداته ولكنه ثابت في قيمه ومبادئه، وامرأة أمريكية مرنة، متمردة على موقف احتجزها ذات يوم أسيرة رغماً عنها.

هل يستطيع الحب التغلب على الحواجز، وتجاوز الحقائق، وإيجاد أرضية مشتركة بين عالمين يبدو أنهما عوالم منفصلة؟

في نص لا يخلو من الفكاهة والذكاء، يأخذ المؤلف القارئ إلى قلب نيويورك من خلال أبوابها المفتوحة على مصراعيها، مع تفاصيل أحيائها ومبانيها وسكانها. من خلال الانتقال بسلاسة من ثقافة إلى أخرى وبروح الدعابة، يرسم المؤلف إطارًا للرواية يغمر شخصياتها، هؤلاء الأفراد الذين قد يقابلهم المرء على مقعد في الحديقة أو في مقصورة مصعد عتيق.