ثم اختفى

«كأنّني أعرفكِ منذ ألف عام»، تقول لها.
«كأنّني عشت بوي بايتي في انتظارك، تقول هي.
في لحظة، تخلق الحبّ جوّا من الحميمية بين كائنين كانا غريبين قبل ساعات فقط. ذلك هو السحر. ذلك هو الوهم. سارة وإيدي مسّاتهم الصاعقة وعاشا حبّ «ألف ليلة وليلة» في سبعة أيام. كل كان عليه أن يسافر. ووّعها وقال «سأتصل بك» لكنّه لم يفعل. لا من المطار ولا في اليوم التالي ولا في الوقت الذي تلت.
«انسي أمره»، ينصح أصدقاءها. لكنّها لم تقدر. لا بد من وجود تطبيق لغيابه. فهي تثق فيه. وثقتها كانت في محلّها. فعلًا، بالكامل سبب لاختفاء إيدي، سببٌ لميقوَ كل سحر الحبّ على تجاوزه، ولم تفلح كل الإلفة التي بدأت تدريجيًا بينه في لحظة في طمسه. سببٌ يتعلّق بهوية الآخر في الواقع، قبل أن يضيّف عليه الحبّ واقعًا مختلفًا، بهوية أُخرى. "يبدو الأمر كما لو أنني عشت حياتي كلها في انتظارك"، كما تقول.

في لحظة، يخلق الحبّ حميمية بين غريبين كانا مجرد معارف قبل ساعات. هنا يكمن السحر. هنا يكمن الوهم. صُعقت سارة وإيدي بالبرق وعاشا معًا قصة حب مستوحاة من "ألف ليلة وليلة" في سبعة أيام. ثم كان عليه أن يسافر. ودّعها وقال: "سأتصل بكِ"، لكنه لم يفعل. ليس من المطار، وليس في اليوم التالي، وليس في الأسابيع التي تلت ذلك.

نصحها أصدقاؤها: "انسيه". لكنها لم تستطع. لا بد من وجود تفسير لغيابه. إنها تثق به. كانت ثقتها في محلها. في الواقع، كان هناك سببٌ لاختفاء إيدي، سببٌ لم يستطع سحر الحب التغلب عليه، وكل القرب الذي نشأ بينهما في لحظةٍ واحدةٍ لم يستطع محوه. سببٌ له علاقةٌ بهويته الحقيقية، قبل أن يمنحه الحب واقعًا مختلفًا، بهويةٍ مختلفة.