في مختلف أنحاء العالم، يحب بنك إتش إس بي سي أن يروج لنفسه باعتباره "البنك المحلي العالمي"، والوجه الودود للتمويل الشخصي والشركاتي. ومع ذلك، قبل عقد من الزمان، تعرض نفس البنك لغرامة قياسية في الولايات المتحدة بلغت 1.9 مليار دولار لتسهيله غسيل الأموال لصالح "زعماء المخدرات والدول المارقة". وفي سعيه إلى تحقيق هدفه المتمثل في أن يصبح أكبر بنك في العالم، سمح بنك إتش إس بي سي بين عامي 2003 و2010 لإل تشابو وكارتل سينالوا، إحدى أكثر المنظمات الإجرامية شهرة ودموية في العالم، بتحويل أمواله المكتسبة بشكل غير مشروع إلى دولارات نظيفة وبالتالي تنمية واحدة من أخطر إمبراطوريات المخدرات التي شهدها العالم على الإطلاق.
كيف تمكن "البنك المحلي العالمي" من تمكين أكبر كارتل للمخدرات في المكسيك، وأكبر منظمة لتهريب المخدرات في العالم، من غسل الأموال عبر شبكة فروع البنك وأنظمته؟
كيف تمكن بنك يتفاخر بأنه ملتزم بمساعدة العالم على حماية النظام المالي الذي يعتمد عليه ملايين البشر، وذلك من خلال التعامل فقط مع العملاء الذين يستوفون معايير الشفافية العالية التي نطبقها؟ وكيف تمكن بنك كان قد تم تسميته في عام 2002 بأنه "أحد أفضل المؤسسات إدارة في العالم" من التورط في مثل هذا النوع من الجرائم، مع واحدة من أكثر مجموعات العصابات وحشية على وجه الأرض؟
"أكبر من أن يُسجن" هي قصة غير عادية رواها ببراعة الكاتب والمعلق ورئيس تحرير صحيفة الإندبندنت السابق كريس بلاكهورست، وتبدأ القصة في هونغ كونغ وتنتقل عبر لندن وواشنطن وجزر كايمان والمكسيك، حيث رأى بنك إتش إس بي سي الفرصة ليصبح أكبر بنك في العالم، واغتنم إل تشابو الفرصة لتغذية إمبراطوريته القاتلة من خلال غسل عائدات المخدرات من خلال البنك. يجمع الفيلم بين مجموعة غير عادية من السياسيين والمصرفيين وتجار المخدرات وضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي والمبلغين عن المخالفات، ويطرح سؤالاً: ما هو الثمن الذي يدفعه الجشع؟ من الذي تقع على عاتقه مهمة مراقبة التمويل العالمي؟ ولماذا لم يُسجن شخص واحد لتسهيل التوسع القاتل لإمبراطورية المخدرات العالمية؟ هل أصبحت بعض الشركات الآن كبيرة إلى الحد الذي يجعلها فوق القانون؟
