في كتابه "مافيا القاذفات: حلم وإغراء وأطول ليلة في الحرب العالمية الثانية"، يستخدم مالكولم جلادويل، مؤلف أكثر الكتب مبيعًا في نيويورك تايمز بما في ذلك "التحدث إلى الغرباء" ومقدم بودكاست "تاريخ المراجعة"، مقابلات أصلية ولقطات أرشيفية وبصيرته المميزة لنسج قصص عبقري هولندي وحاسوبه المصنوع يدويًا، ومجموعة من الإخوة في وسط ألاباما، ومختل عقليًا بريطانيًا، وكيميائيين مصابين بهوس إشعال الحرائق في هارفارد. وبينما يستمع المستمعون إلى هذه القصص، يدرس جلادويل أحد أعظم التحديات الأخلاقية في التاريخ الأمريكي الحديث.
كان أغلب المفكرين العسكريين في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية يرون في الطائرات فكرة ثانوية. ولكن مجموعة صغيرة من الاستراتيجيين المثاليين كانت لها وجهة نظر مختلفة. فقد تساءلت "مافيا القاذفات" هذه: ماذا لو كان القصف الدقيق قادراً، بمجرد القضاء على نقاط الاختناق الحرجة ــ مراكز الصناعة أو النقل ــ على شل حركة العدو وجعل الحرب أقل فتكاً إلى حد كبير؟
في كتابه "التاريخ التنقيحي"، يعيد جلادويل النظر في لحظات من الماضي ويتساءل عما إذا كنا قد نجحنا في المرة الأولى. وفي كتابه "مافيا القاذفات"، يستخدم جلادويل كل تقنيات الإنتاج التي تجعل التاريخ التنقيحي جذاباً للغاية، فيبتعد عن قصف طوكيو، الليلة الأكثر دموية في الحرب، ويتساءل: "هل كان الأمر يستحق ذلك؟". كان الهجوم من بنات أفكار الجنرال كيرتس ليماي، الذي تسببت براجماتيته الوحشية وتكتيكاته التي اتبعها في اليابان في إزهاق أرواح الآلاف من المدنيين، ولكنه ربما كان لينقذ المزيد من الأرواح لو نجح في تجنب الغزو الأميركي المخطط له.
كان من الممكن أن تسير الأمور على نحو مختلف لو ظل الجنرال هايوود هانسل، سلف ليماي، في السلطة. فباعتباره عضواً رئيسياً في مافيا القاذفات، أحبطت نظريات هانسل بشأن القصف الدقيق بسبب سوء الأحوال الجوية والأخطاء البشرية. وعندما واجه كيرتس ليماي في غابات غوام لتسليم القيادة، خرج ليماي منتصراً، مما أدى إلى أحلك ليلة في الحرب العالمية الثانية.
تُعد رواية The Bomber Mafia قصة مشوقة عن المثابرة والابتكار وأجور الحرب التي لا يمكن حسابها.
