إن قصة الصين غنية ودرامية بشكل غير عادي. والآن يجمع مايكل وود، أحد المؤرخين البارزين في المملكة المتحدة، كل هذه التفاصيل في مجلد واحد ضخم من تاريخ الصين، وهو أمر ضروري لكل من يريد أن يفهم دورها المتنامي في عالمنا اليوم.
تُعَد الصين أقدم حضارة حية على وجه الأرض، ولكن تاريخها لا يزال غير معروف على نطاق واسع على نحو مدهش. إن السرد الرائع لمايكل وود، الذي يمزج بين السرد الكبير والقصص المحلية والشخصية، والمنسوج جنبًا إلى جنب مع مذكرات سفر المؤلف الخاصة، هو رواية آسرة لتقاليد الصين التي يبلغ عمرها 4000 عام، والتي تتناول الحياة المتمركزة على سور الصين العظيم أو داخل المدينة المحرمة. وتثري القصة أحدث الاكتشافات الأثرية والوثائقية، والمراسلات وقضايا المحكمة التي تعود إلى سلالتي تشين وهان، والرسائل العائلية من جنود جيش تيراكوتا الحقيقي، وقصص تجار طريق الحرير والمسافرين البوذيين، إلى جانب مذكرات ويوميات الأباطرة والشعراء والفلاحين.
وفي العصر الحديث، يمتلئ الكتاب برؤى جديدة، مع البيانات المثيرة للثورتين النسويتين تشيو جين وهي تشن، وروايات شهود عيان غير عادية للغزو الياباني، والمجاعة الكبرى والثورة الثقافية في عهد الرئيس ماو، والمصادر المنشورة حديثًا الرائعة لنقاط التحول الكبرى في تاريخ الصين الحديث، بما في ذلك أزمة ميدان السلام السماوي عام 1989، والنظام الجديد للرئيس شي جين بينج.
يقدم الكتاب الصوتي صورة مقنعة لحضارة واحدة على مدى فترة زمنية هائلة، وهو مليء بالتفاصيل الدقيقة والأصوات الملونة، ويأخذنا من سهول منغوليا المهجورة إلى العالم الحديث للغاية في بكين وشنغهاي وهونج كونج. كما يتساءل الكتاب عن القوى التي أبقت الصين متحدة لفترة طويلة؟ لماذا تفوق الغرب على الصين بعد القرن الثامن عشر؟ ما الذي يكمن وراء صعود الصين الاستثنائي اليوم؟ تحكي قصة الصين قصة مثيرة من الدراما المكثفة والإبداع الرائع والإنسانية العميقة؛ إنها صورة لبلد سيكون له أعظم أهمية للعالم في القرن الحادي والعشرين.