اسفار مدينةلاي

سفر العنف

سفر العباءة - سفر التبة

اسم المؤلف : سعود السنعوسي

سفر العنف

أخرج من البحر مُبتل الدِّشْداشَة حافي القدمين، وأقبل على الرِّجال الخارجيين من مسجد «السَّاير». هذبهم مرآه وجهه ولا عينه الزُّجاجيتين الكبيرتين، وتحيَّب الشبابُذ الأطفال وراء ظهور الرجالٍ قبضوا على كبريائهم ووقارهم ودعوا غرابة شكله أمامهم. تباركهم واحداً من إبداء الأطفال أمام الآخرين. قال الغريب لاهثًا إنه يأتي يسأل عن أبيه. فسأله أحد الرجال بصوتٍ مرتجفٍ من أنت؟ فأجاب الجديد على ما نيفادا المباشر في جزيرة أمسِه:
«أنا غايب بُودَرْياهْ».
أنتما تصنع هذا صبَّ قطرة خَلٍّ في بيت نمل. تاير الرجال والصِّبية في كل اتجاه مثل الشّرر، ينجون بنفسه من وحش البحر الذي على ما تنبَّأت أُم حَدَب، يجيء ليقتل أباه ويستعيد عباءته السَّليبة.

سفر العباءة - سفر التبة

لو أن غريبًا أطلَّ من سطوح التصفوية بعد شروق شمس اليوم؛ لخُيلَ إليها أن سربًا من غربان الدُّوري قد حَطَّ على رمال السَّاحل الرَّطبة. أعيناقٌ مشرئبةٌ نحو الأفق الأزرق، وعيونٌ تتحرى مُقبلًا يجيء من بعيد. غير أن الدِّيرة لا تعرفُ من الغِربان إلا فُرادى بغير أسراب، تتسلَّلُ إلى سفن التِّجارة الرَّاسيَّةِ في مغامرات الهند، وتندسُّ بين زكائب التوابل والحبوب والشَّاي، وتسافر مع السُّفُن في أوبتها إلى الدِّيرة، فتَلفي نفسها مُتسلِّلَةً غريبةً في بلادٍ غريبة. وتكثف على السَّاحل الشَّرقي شهرًا تتحرى إبحار السُّفُن الشِّراعية خاصة بالهند. لا غيربان في الدِّيرة. لا غِران إلا قليل