"كتاب رائع ومفيد للغاية وممتع للغاية. إذا كنت تحب الثقافة اليابانية أو كنت فضوليًا لمعرفة المزيد، فلا يسعني إلا أن أوصيك بشدة بهذا الكتاب" جوناثان روس
"نظرة ودية للمهوسين والمتخصصين حول كيفية تشكيل اليابان للعالم بعد الحرب العالمية الثانية، من الألعاب إلى ترامب... دراسة ذكية من قبل شخص غير أصلي للتأثير الواسع لليابان بطرق خفية وعميقة" كيركوس
لقد وقعنا جميعاً في حب أحد أو كل إبداعات الثقافة الشعبية اليابانية، من التقنية إلى البرية إلى فائقة الروعة. ولكن كما يثبت المخضرم في مجال الإعلام الياباني مات ألت في هذا التحقيق الرائع في مجمع الخيال الشعبي في طوكيو، فإننا لا نعرف نصفه.
لم تكن الألعاب والأجهزة والعوالم الخيالية التي أنتجتها اليابان مجرد تسلية فحسب، بل إنها غيرت بشكل عميق الطريقة التي نعيش بها حياتنا. ففي سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، بدا الأمر وكأن اليابان موجودة في المستقبل القريب، حيث كانت تحلق عالياً بفضل التكنولوجيا المتفوقة التي تمتلكها شركتا سوني وتويوتا، في حين كان الغرب يكافح لمواكبة الركب. ثم أدى انهيار سوق الأوراق المالية الكارثي في عام 1990 إلى "العقود الضائعة" من الركود العميق والخلل الاجتماعي.
كان من المفترض أن يؤدي انتهاء أوقات الازدهار إلى انزلاق اليابان إلى حالة من عدم الأهمية، ولكن في تلك اللحظة على وجه التحديد ارتفعت مكانتها الثقافية ــ عندما تمكنت اليابان مرة أخرى من الوصول إلى المستقبل قبل بقية العالم بقليل. وكانت منتجات مثل هيلو كيتي، ونظام نينتندو للترفيه، وإمبراطوريات الوسائط المتعددة مثل بوكيمون ودراجون بول زد أكثر من مجرد نجاحات تسويقية. فقد جعلت هذه المنتجات، التي تم تغليفها ببراعة، وجمالها الخطير، ومتعتها المذهلة، من اليابان معملاً لخيالات العالم، وزودتنا بأدوات جديدة للتعامل مع الأوقات العصيبة. كما غيرتنا هذه المنتجات مع استهلاكنا لها ــ حيث ربطتنا وعزلتنا بطرق جديدة، وفتحت لنا آفاقاً جديدة للخيال وسبلاً للثورة.
من خلال قصص مجموعة لا تُنسى من الفنانين والعباقرة والأشخاص الغريبين، يكشف لنا فيلم Pure Invention كيف أعادت الإبداعات اليابانية صياغة الثقافة العالمية وربما خلقت الحياة الحديثة كما نعرفها. إنه عالم اليابان؛ فنحن لا نمارس فيه سوى الألعاب والرسائل النصية والغناء والأحلام.
