أين مولد الشمس
:إنتهى من المخزن
: BKF0359
يشارك:
أين مولد الشمس
اسم المؤلف : الحبيب السائح
هكذا بلا مثير معين، ربما كان أنْ توهمت شرب الحليب، شجاك أن تتخيل نفسك في سن الثانية قد أتت باكتيك لاحقاً أمك ثم نهضت ضاحكًا بدمعتيك الواضح طأطأت لتحملك على صدرها. كْْبحة، مثل هذه، ولأّلامًا لنفسٍ تائهٍ مثل نفسك. تأخر حين يأتي لتتذكر ما أفرحك وسلاك ولذّذك لا يسنو في ذهنك سوى ما ثلم حياتك من محنٍ وخيبةٍ وفشل. أنت تحرم. تحزنك حالك في نهايات العمر. ليس هو الحزن الذي كان لك في الثلاثين أو الأربعين والخمسين. إنه حزن ما بعد الستين، الآن، على الضياع الأخير والفقد الأخير والسارات الأخيرة. ولأنه حزن على نفسك فهو أمضّ على الإطلاق. المسافة بينك وبين نهايتك ضاقت تمامًا ولم تعد في مستطاعك بأي وسيلة موسعة طرقها ولو شبرًا للحافلات. أن تموت يعني الغداء وزوال العالم بالنسبة إليك.
من دون نومك المضطرب، جرّاء قلقك المُزمن الحاليك الوجودي الذي لا يفتأ يفترسك، تتبقّى لك شذرات من ماضٍ شقي تلوكها مثل علكة يخجلك فيها تاريخك الشخصي منذ زمن عمرك الذي خرّم ما سئِر من ذاكرتك!
***
هذه الرواية سيرةٌ عن الموت، قصوة اليتم وحيف الأمية، عن ندوب الخوف ومتحنة التشريد خلال الحروب، الهجر التوق إلى اللامكان، ودروب التي تُطارد سالكيها، فتورث المرء قلقًا مزمنًا، شكًّا وجود التنوع، عطبًا في الذاكرة وفشلًا في الحب. سيرةٌ تتقاطع فيها الفرد مع الوطن، عن الهزيمة أمام، والعزلة القصوى داخل قوقعة ماضٍ شقي خرائطٍ مُخجل.
***