كتاب الشريعة قام بتأليفه الإسلام الآجري المتوفى سنة (360 هـ)، وكان سبب تأليف الله الآجري لهذا الكتاب انتشار البدع والأهواء في عصره، ونشأ فرق الضالة المناوئة لأهل السنة والجماعة، حتى لبست هذا الفرق على كثير من الناس أمر دينهم، و شكوكهم في أصول يؤمنون بهم، وأخذوا معهم الشبهة، ويحكمونهم بالمتشابه، فألف الإمام الآجري هذا الكتاب غير على الدين و العقيدة الصحيحة الصحيحة، حيث قال الإمام الآجري عن سبب تأليفه لهذا الكتاب : ” قد رسمت في هذا الكتاب – وهو كتاب الشريعة – من أوله إلى آخره، ما أعلم أن جميع من شمله الإسلام يحتاج إلى علمه لفساد مذاهب كثير من الناس، ولما قد ظهر كثير من الأهواء الضالة و "البدع المتواتر ماحقق أن أهل الحق تقوي به نفوسهم، و قمع لأهل البدع و الضلالة على حسب ما علمني الله عز و جل، فالحمد لله على ذلك.".
يتناول الكتاب غالب القضايا العقيدة الإسلامية على منهج السلف الصالح، كما يتناول الكتاب الرد على أهل الإبداع وفرق الضالة. و من هذه المسائل: قضايا الإيمان والكفر التي انحرفت فيها فرق الخوارج المناخية من جانب، وفصل الجهمية والمرجة من جانب آخر. وكان منها قضايا النجوم و الصعبة، و قد منهم – مسألة القرآن كلام الله – واسعة من البحث من أجل فتنة المحنة التي أوقع فيها بعض خلفاء بني العباس ففت من أخطر البدعة التي عم البلاء فيها اتساع من الأمة إلى أن يسر الله القضاء عليها بفضله على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل – رحمه الله –، ومن تبعه على الحق. وكان أيضًا من هذه القضايا، قضايا القضاء والقدر، التي انحرفت فيها طائفتي القدرية و الجبرية و سنة السنة وسطًا بين هذا الفرق كله. وكانت موضوعية أيضًا في الصحابة، والإمامة، وأهل البيت، من أهم الأمور التي تميزت بأهل السنة عن فرق الرافضة الضلال. يوجد هذا الكتاب تمحيص و عبر هذه الأجزاء الكبرى بالأسانيد و الحجة الواضحة والبراهين البينة التي تقدم جليا لمن يعرفها في معالم هذا الدرس – منهج الإسلام الصافي كما جاء إلى النبي «‌صلى الله عليه وسلم».