همس الجنون

اسم المؤلف : نجيب محفوظ

همس الجنون بقلم نجيب محفوظ ... "ما الجنون؟؟ إنه فيما يبدو حالة غامضة كالحياة والموت، الأثر أن تعرف الكثير عنها إذا أنت اعتبرتها من الخارج، أما الباطن، أما الجوهرة، ففسر مغلق. وصار هنا لا تعرف الآن أنه نزل ضيفاً بعضاً الوقت بالخانكه ويذكر، الآن، ماضي مضى كما تذكره تمامًا للجميع، كما يعرف حاضره، أما تلك الفترة القصيرة، قصيرة كانت والحمد لله، فيقف وعيه كما تذكرها هناكهلاً حائراً لا يدري من أمرها بشيء تطمئن إليه النفس. كانت رحلة إلى عالم أثيري عجيب.تخايل لعينيه وجوه لا تكتشف معالمها، كلما حاول أن يسلط عليها بصيصاً من نور الذاكرة ولّت هاربة فابتلعتها الظلمة مواقعها حتى تفر متراجعة صمتاً وحيرة ضاعت تلك الفترة الذكية بما فيها من لذة وألم، حتى الذين عااصروا عهدها العجيب. قد أسدلوا عليها طبقة كثيفة كثيفة من الصمت والتجاهل لحكم لا تخفي، فاندثرت دون أن يتاح لها المؤرخ أمين يحدث بأعاجيبها. ترى كيف تصنع؟! متى خامسا؟ كيف يدرك الناس أن هذا الأعضاء غدا غير الأعضاء؟ وأن صاحبه أمسى فرداً شاذاً يجب عزله بعيداً عن الناس تجاهه المفترس". يقول نجيب محفوظ في إحدى مقابلاته أنه متعته الكبرى تلك الساعات التي كان يجلس فيها على ناصية حي من الأحياء الشعبية. من خلال مجموعته القصصية "همس الجنون" لم يبق الكاتب سوى ناقل الصور التي شاهدتها حكائية إلا أنه كان متقنًا في تصويره لنفس الإنسانية الاختلافات التي تخص قصصه كانت صادقة حتى يتمكن القارئ من الانتقال إلى مكانه والكاتبة إلى عالمه المليء بالحكايات التي تمثل تحليلاتها وباسترسالها كجزء من الواقع، بل الواقع كله.