تصميم لوحة القيادة

الحياة عبارة عن رحلة في الطريق، أو سفر في المسار قد تم اختياره، بدأت تلك الرحلة منذ ولادتك، أحدهم قدمت لك مركبة وبدأت باقيتها، وانتهى الطيران سريعًا وفاتك، ثم ستخرج عن الطريق وترتجل وتسلم الاستماع إلى آخرَ ليكمل الطائرة كما استلمتها أنت ممن كان قبلك، فكلنا نسير في الطائرة، لك منا طريق أو مسار، لذلك منا فترة زمنية محددة أو ما يهم لا يهم، ولكن المهم هو مدى إدراكك لنفسك ووعيك بذاتك وللمساهمة التي تقودها لتستفيد منها بأكبر قدر ما يمكن، والأهم هو الوجه الذي أخذته والطريق الذي ستسلكه، فلست وحدك في هذه الطائرة، ولست متفرد بالطريق السريع، وعلم أن هناك من لم ينطلق إلى الآن رغم وجوده، وهنالك ستتوقف في منتصف الطائرة وآثر الركون لمقهى على جادة الطريق، وهنالك من عُطبت مركبته ولك من فقد الأصيلة وأضاع الوجهة، وفي هذا الوقت ظهر من قطع مشوار الطيران إلى ما يميز الطريق ويفضل من يميزات صوته وتحقيق مراده، إذا هم قد قد سببوا واختاروا بالقدر الذي يدركون فيه أنفسهم وحقيقتهم، وبالوعي الذي أوسعهم في ذلك. وأنت هل فحصت مركبتك؟ هل تأكدت من جاهزيتها للانطلاق؟ هل تحققت من زيت المحرك وبطارية الكهرباء وماء (الرادييتر) وصلاحية الإطارات؟ هل قررت؟ هل اخترت؟ هل لاحظت ووعيت ما هي وجهتك وأي طريق ستسلك وبسرعة كم ستسير ومتى موعد وصولك؟ أم ستكتفي بالفرج على الآخرين وهي تمر أمامك وعلى قارعة الطريق. تذكَّر دائمًا أن تعزف في كل حين، والطريق ملك للجميع، وما يمكن أن يحدث متسع من الوقت لتدارك ما فات ما دمت تتنفس الهواء، فقط كن مبتكراً ويستفد من المعارف والمهارات التي في هذا الكتاب قبل نفاذه، يستحق أن تكون واعياً وأن تعيش الحياة الطيبة وتدرك المسار الناجح.