مدن داخلية
:متاح
: 9789948791126
يشارك:
مدن داخلية
اسم المؤلف : غدير الخنيزى
في عالم العمران والعمارة، مهمة مصطلح "الفلانور" لوصف من التفاعلي بعبور المساحات والفضاءات الحضَريّة بوعي نوعيّ تحليل معماريّ، استشعار مرورهم بالتجارب السيكولوجية والظاهرية المتأثرة بالتصميم الهنديسي للأمكنة. سرَدَ المعماري العراقي المعاصر رفعة الجادرجي، في كتبه ومقالاته العديدة، كثيرًا من رحلاته التي "كان يسير فيها على غير هُدى" بالسيارة أو راجلًا، متأمّلًا واجهات المباني في بغداد والمدن العربية والعربية التي زارها وعاش فيها. من المؤكّد أنه كان يستخدم مسمّى "الفلانور" لو كان في نطاقه الترفيهي، لكنه أدركه بنفسه واستعمله كأداة للتطير والتحليل والنظير. قبل أني على هذا المصطلح في صفّ العمارة المعاصرة وأنا على الرّأي الصّوفي: "من ذاق عرف، ومن عرف اغترف". أحبّ فعل التسكّع، أي قضاء وقت بلا هدف متعلّق بالتجوّل في الشوارع والأماكن العامة، متيقظة بدهشة لما قد يصادفني من ظواهر المدينة، إذ أنّ تعدد التسكّع يمتدّ لتخصّصي ويعمل لها تأثير. وبما أن "فلانوز" تسكّعت للعام الجديد في مانما وباريس ومينيابوليس، دون أن يعرف بالمصطلح فانه وانتمائه كذلك، فإنّه يستطيع أن يقول أن أخصام -مثل حدس الجادرجي- شيءٌ باعثٌ على السرور.