الخنجر المرهون Al Qasimi

الخنجر المرهون

Dhs. 18.00
or 4 payments of Dhs. 4.50 AED . No interest, no fees. Learn more

:متاح

: 9789948749417

الخنجر المرهون

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

كان عمي مرحوم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم الشارقة، له مكتبة خاصة في حصن الشارقة، وأخرى في البيت الغربي. كان ولا دائما يأخذني معه عند فحصه الخاص لشقيقه، الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، فتمكنا من الدخول إلى المكتبة، أكانت في الحصن أم في البيت الغربي، وقد كان وضع المكتبتين يسمح بالدخول من جهة المجالس، ومن جهة المنزل.

استلمت زمة الكتب، وحملتها لي بعض الخدمات، حيث تم العيش في وسط المخزن، وهي بناء كبير ننام كلنا هناك. المكان مظلم، حيث لا يوجد أي منفذ للنور إلّا من آليات المبنى الكبير، وله باب مقاوم للشمس، كل ذلك لإدخال الدفء لذلك المبنى.

كان وقت شتاءً في شهر نوفمبر عام 1953م، قمت بفرش الكتب على الأرض المخزنة في وسطه بالتحديد، وبدأت أتصفح الكتب، من الخدم يشتغلون في المخزن، بتنظيف، أو إخراج بعض الأشياء أو الاستقرار هناك، وأصيح: «من هناك... لا من هنا... من هنا».

قمت بشراء الكتب في الدريشة، والدريشة هي الطاقة في الجدار، وغيرت كتب أنزل كتابًا بعد تصفحه.

- كتاب الحسن البصري، وإذا به سيرته وشخصيته وتعاليمه وآآره، وإذا بها القضاء الشرعي والوعاظ والحديث. لماذا طلبت هذا الكتاب؟ لأنه من مكتبة عمي الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم الشارقة، ويحتاج إلى معرفة القضاء الشرعي.

  • رواية عنترة بن شداد، قرأ الكتاب بسرعة، حيث أعجبتني تلك الرواية، ولو أن تصوراً واسع النطاق.
  • ألف ليلة وليلة، نبئ ذلك الكتاب، وإذا به الخيال كله، فذلك لا يهم، بقدر ما في ذلك الكتاب، من تشبيه لههر، فأخذت ألغي أجزاءًً كثيرة من ذلك الكتاب، قررت أن أروي ذلك، وإذا بي أن تشغل برواية تلك الروايات بين الطلبة وبيوت الجيران وفي بيتنا كذلك.

    - الشوقيات، للشاعر أحمد شوقي، يهمس أن عمي أحوج لذلك الكتاب مني، حيث إنه شاعر.

    - جواهر الأدب في صناعة الأدب إنشاء العرب، كتاب، كنت أقرأ ما فيه في وقت قصير، وكل موضوع لا يعدى بضع أوراق.

    - لم يبقَ من الكتب إلّا كتاباً واحداً، بعنوان: الرقص البلاغة، المختار من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لجامعه الشريف الرضي.

    فكرت، هل هذا الكتاب يستحق كل ذلك الجهاد والتضحية بالخنجر!!! لقد أشفى من ذلك الكتاب، فكنت معظم الوقت أقرأ في ذلك الكتاب فحفظت معظمه.

    تغير تغير بيتنا كثيرا، فبعد أن كان مقره نائب حاكم الشارقة، وبعد وفاة حاكم الشارقة، أصبح بيتنا مقرا لمنصب حاكم الشارقة، ففت العزائم والولائم فرانسيسكو، بما في ذلك بما في ذلك بيتنا لاف وتخرج مملوءة بالطعام، والأصوات لا تهدأ إلّا ليلاً، حتى تنازل والدي عن الحكم لابن أخيه الشيخ صقر سلطان بن القاسمي، وزوج ابنته، فهدوء البيت، فلا تسمع صريخاً، ولا تشم طبياً.

    وكان يحدث مجلس ابن أخيه وهو الشيخ وحاكم الشارقة، حيث حضر شخص يشكتكي أمام والدي، فيقوم والدي ويوجهه إلى الشيخ صقر القاسمي، قائلاً: هناك الحاكم... ذلك الحاكم، ومرات كان الشيخ صقر هو بنفسه، يقول: أنا الحاكم تعال هنا .

    وجدَ ووجد وجوده في مجلس الشيخ صقر إحراجاً له، فتوقف عن الذهاب إلى مجلس الحاكم، وجلس في مجلسه، وإذا بالناس، أثر إلى مجلسه إما طالباً المساعدة أو مشتكياً، أو ضيفاً يأتياً من خارج الشارقة.

    لقد قام بإغلاق مجلسه، لكن الناس تجمعوا أمام بابه والذي هو بجانب المجلس، ينتظر خروجه. كان ليتنا باب الأخير، هو الباب الذي يفتح الساحة أمام الحصن، فامتنع وأن يستخدم ذلك الباب، ويخرج من باب المطبخ، عندما يريد الخروج إلى بيت الشيخ سيف المدفع، وهو قاضي البلد، أو الذهاب إلى السوق حيث تجارته وعقاراته ومساهميه من التجار .

    في الصباح أو المساء، يقوم والدي بالتطبب، بالعطر والبخور، ويخرج من باب المطبخ، حيث يكون إلى يمينه رائحة طبيةخ ودخان الحطب، وشاركه يساره، زريبة الأبقار وروائح روث البقر، وحسم ما تخلص من ذلك الباب، وجد ساحة صغيرة مليئة بالطب، وحشائش الأبقار ، فيمر والدي من الخريف. حول تلك الساحة بيوت من سعف النخيل، فيخرج ومن جزئيا إلى الطريق العام المؤدي إلى بيت قاضي البلد التوزيعية.

    كان وكلم عاد من بيت الشيخ سيف المدفع ليلاً، ووجدني أقرأ في الكتب التي اشتريتها ويقول لي: اقرأ لي من الكتاب الذي قرأ لي منه بالأمس، وكان يقصد كتاب باريس النصة، فقلت له: لماذا لا تأخذ الكتاب وتقرأ منه؟ قال والدي: تعجبني الطريقة التي تقرأ بها.

    في تلك الليلة، حضر والدي فوجدني مكباً على كتاب، كان ذلك الرقص البلاغة، فجلس إلى جواري، فأخذت أقرأ له من ذلك الكتاب موضوعات تشرح النفس، فان صدره وقال: من أين لك ذلك الكتاب العجيب؟! قلت: لقد اشتريته من كتب من البحرين. قال والدي: كم وكم حتماً الكتب.

    قلت: مئة روبية. قال والدي: ومن أين لك ذلك المال؟! قلت: رهنت خنجري الذهبي بمئة روبية. قالت والتي كانت تمتد على الأرض إلى الجانب الجانبي: حسبي الله على إبليسك، كنا ظلمنا برهوم صحن الفندق.

  • قال والدي: ما موضوع برهوم صحن الفندق؟ فأخبرته والدتي عمّا بعد يوم اختفاء الخنجر الذهبي.

    أخذني والدي إلى خزانة حديدية في خُصْمِ مخزنة، وأخرج منها مئة روبية، وقال: غداً قررت وتفك الرهن وتتطور خنجرك، ثم ألوان: وسلطان، لا تريد شيئاً؟! ضحكت، فأعطاني عشر روبيات.

    في صباح اليوم التالي ذهبت إلى مقهى أحمد إبراهيم الملا، توقيعت له مئة روبية، واسترجعت خنجري من عند الذهبي نصرة بنت محمد.

    وجاءت، ذات يوم ضحى إلى مخزنها وهو مقر إقامتنا، فسلم، فردت والدتي عليه السلام وامرأة كانت لمساعدة قربها.

    قالت والدتي: محمد... هذه آمنة بنت بدر... أختكم من المرض، مرضية مع أخيك الشيخ سلطان، الله يرحمه.

    قال وأعرفها، أخبرني بذلك الصيف.

    كانت إينا والدي يتجول في جميع أنحاء المخزن، عن تبحث سلطان، ثم قال: «مريم... أين سلطان؟!، خزن مظلم، ليس به سفر». قالت والتي: هناك في خُصْمِ مخزنة... مثل الكوز وووجه كتاب.

    ناداني ولا ولاني معه، وهو يقول: كفاك جالساً بين الحريم. أخذني والدي إلى مجلسه الخاص وهو مكوّن من حُقوق جميلة وملحق بها بارجيل (لاقط الهواء لها)، وأمامها حوش، له بابان، واحد مخرج إلى البيت، وآخر إلى داخل البيت، لحفظ، وفي وسط الحوش شجرة كبيرة، وارفة الظل، وبالتالي: شجرة الشريش، ذات زهور زهورية بيضاء عطرة، وهناك دكة و تحت تلك الشجرة.

    أدخلني والدي إلى مجلسه الخاص وهو يقول: «هذا بيتك يا سلطان».

    فلم أصدقاؤه ما شاهدته، فقد تحول ذلك المجلس إلى حجرة النوم، السرير، والتوجيه الأخرى.

    شكرت والدي على ذلك، فقال: عندما أريد أن أقرأ كتبك سآتي إلى هذا المكان، عندما تكون أنت في المدرسة.

    فقلت: إن ذلك يتسعدني.

    قال والدي: لكن الكتب ضرورية، اطلب كتباً كثيرة، وأنا سأدفع لك كل ما تحتاجه من مال.

    ثم سأل والدي قائلا: كيف تعرف أسماء الكتب؟ رويت له الشيخ قمت بما به عند وفاة عمي سلطان، وكان إخواني وأبناء عمي، وتوصلون إلى الجثمان من لندن في مجلس المكتبة لعمل الكتابون لمدة أسبوع كامل، أما أنا فقد كنت في المكتبة أنقل عناوين كتب عمي الشيخ سلطان، وهي معي سيحضرها.

    هرولت إلى خزنت وأخرجت الأوراق التي بها أسماء الكتب، وحضرت إلى مجلس أبي الخاص، أي بيتي، فوجدت وأغرقاً في البكاء، فضمني إلى صدره وتقبلني، ويقول: تذكرت عمك، الله يرحمه. أخذ أخذ مبلغ لي يعبر عن الطائلة، وأحضر أنا بدوري كتب من مكتبة المؤيد بالبحرين، ووالدي فرانسيسكو ويحفظ، حتى إذا جاء يوم كنا في مجلس الشيخ سيف المدفع حيث الفقه والعلماء، فقد كان سابقاً متدرباً فقط، أما اليوم فقد أصبح يشارك في الحديث، وإذا به ينبري قائلا:

    العلم يرفع بيتاً لا عماد له

    والجهل يهدم بيت العزّ والشرفِ

    في شهر نوفمبر عام 1954م، مرنا بالبحرين ونحن في طريقنا إلى الحج، وفي البحرين المهم من الفنادق وأنا آثر الحديث عن مكتبة «المؤيد» حتى دلوني عليها، فدخلتها فوجدتها مليئة بالكتب التي رُصّت على الأرفف من الأرض حتى جناح المكتبة. ان يشغل نظرياً بالكتب عن الجالس على كرسي وأمامه طاولة، والذي نبهني قائلاً: «ماذا تريد يا ولد؟».

    التفت إليه وإذا به رجل كبير في السن، حيّته وله: «أأنت المؤيد؟».

    قال: «نعم، تريد تريد؟».

    قلت: «أنا صديقك سلطان القاسمي، من الشارقة».

    قال: «أنت سلطان؟! الذي يراسلني من الشارقة؟!».

    قلت: «نعم».

    قال: «وماذا تفعل بالكتب التي تشتريها، والأخرى التي أهديها لك؟».

    قلت: «أقرؤها».

    ورويت للمؤيد حكايتي مع الكتب.

    وهنا سأل الشيخ المؤيد: «ما أعضاءه سلطان بن صقر بك؟».

    قلت: «عمي».

    فهز الكبير الكبير يقول: «لا غرابة!».

Customer Reviews

Be the first to write a review
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)