المتحولون

يحفل الصعيد بكثير من الأساطير الشعبية المثيرة الرعبة، أساطير تطاول عليها الزمن وترسخت في العقول، إلا غالبا غائبة عن المسرح الأدبي، وعن التناول الروائي لها .. في محافظات الصعيد، كاتب لو كنت تقيم في قرية أو مركز ناء ، أقرب للريفية منه للمدنية والتحضر ، لو رزقت بتوأمين معًا لن يكون أكبر منكم توفير القليل من الكمية الكافية ، أو الثياب ، أو مصروفات ومتابعة ومراقبة ، لهما .. لن يكون هذا هو كل ما هو جيد ، بل سيكون كذلك اهتمام الأمهات والجدات والعمات للبالغين بوضعها على نقطة أخطر، وأكثر أهمية بالنسبة إليها .. حيث نسعى إلى توفير الحماية للوليدين حيثما يأتي معا إلي الدنيا في بطن واحدة ! سيخبرونك أن عليك أن تصطحبهما إلي أحد الأضرحة ومسؤولين بطقس غريب ، تختلط فيه شعائر عامة بممارسات عامة لا ولاية الدين لها التسمية الأصلية ( التحسيب ) ، وأن عليك ألا توقظهما ليلا الزائرين ، وأن تأخذ الأزهارك عندما إيكبرا فلا تترك ميكا نيئا ، أو طعاما نفاذ الرائحة بالقرب من يدهما ، ولا داعي لعدم تغامر بمطاردة قطة ليلا هامة الحادث ، خاصة لو كان قطعت الذيل .. هل تعرف لماذا ؟! لأنك إن فعلت شيئا من كل هذا فقد تغامر بالتسبب في أي شيء كبير لطفل من أطفالك .. أو حتى تصير مهددا بفقدان فجأة أو كليهما ! ذلك أنك ستعرف أن أي قط ضال هائم يقتحم سطوح وحدها ، أو سطح أي منزل مجاور ، ليلا ، ربما ليس إلا روح وليدك الهائمة التي غادرت جسده ! إنك تضحك ضحكة ولا تأخذ هذا الكلام ، هذه الخرافات .. لا تتمسك بيقينك هذا كثيرًا وأترك ​​مساحة للتأمل واستيعاب المفاجأة .. قد يكون أحدنا ، أنت أو أنا ، في النهاية ، على خطأ !