قهوة نامه

اسم المؤلف : عبدالله الناصر

كان مذهلاً ما عثر عليه في وثائق نادرة عن القهوة، منسوخة من كثير من متاحف ومكتبات العالم بما في ذلك مكتبة فرنسا الوطنية ومكتبة الكونجرس البريطانية وقصاصات لا نهائية مجهولة المصدر. ومُذ وجدتُ أُصبت بالقهوة، و تعلمتُ المشي. وهكذا ستِرتُ في طرق بيوت القهوة التاريخية في الحجاز والقاهره ودمشق وإسطنبول، وفيينا ولندن وباريس وبرلين، وسان فرانسيسكو ووسطن ونيويورك وعواصم الفايكنج. صعدتُ جبل القهوة، قارئًا ومُحبًّا، ثم تلميذًا في مدارسها، ونادلًا في أيام الإجازات القصيرة، ثم معلّم تحميلص، ومُحبًّ بشكل أكبر في مقاهي الكون! للحصول على تلك المساحة فقط التي حصلت عليها سنوات عديدة، حمت دواخلي (كما يقول بلزاك). حقت خلال تلك الرحلة من كيمياء القهوة في إعصار، وتزنّرتْ روحي الحزام الكوني الذي يحيط بخاصرة القهوة في العالم. كتبت تاريخ الحب والحرب، والقائد والفلسفة، والكشوفات الجغرافية والثورات، الموسيقى الشعبية ومثلون بالقهوة. نشرت كل شيء كي أعرف القهوة، فعرفتُ كل الأشياء، وتيقنت أنه لا يصل أحد إلى القهوة.


نشترك مع ثيونغو على قيمة المعرفة التي ضنّتها الاستعمار على شعب كينيا، وتظهرنا في نشأة التعليم النظامي والمدارس المستقلة -المتمردة- في كينيا. لقد كان حلمه، والذي وعد والدته أن لا يوفر جهدًا له، هو أن يتكرر أبدًا. لكن كيف لطفل أن يتشبّث بحلمه في سلسلة الحرب العالمية الثانية وأزماته الأسرية؟ تأتي مذكرات الطفولة هذه مع تعويض ثيونغو للدفاع عن حقه في أن يحلم، على الأقل، رغم كل الصعوبات، بفضل الأمهات الصغيرات حتى أصبح من بين أكبر كتّاب أفريقيا على مستوى العالم.