عاشقه بين بولاق و دبي2

وقفت سوسن في شرفة البيت تطل على الفريج والخور البعيد.. بينما كان قلبها يخفق بشدّة، وقد أرخى الليل أستاره على الزجاج فغرقت في الصمت والسكينة إلا من بعض النوافذ المفتوحة والتي تضيئها قناديل خافتة.. لا تعرف ما الذي حراك داخلها هذا المساء فجعلها غير قادرة على النوم.. تشعر بالألم وقلق لا تعرف مصدرهما.. بالنظر إلى السماء التي بدأت نجومها بعيدًا في عمق هذا الليل، وقد خامرها نفس الإحساس الذي لم تكن ترى به في مصر حين تخلدت إلى غرفتها أمام النيل وتستمع إلى ما يشبه موسيقى السماء ومرور طيف سماوي يناجيها لا تكاد تتبينه. لم يخطئها يوما حين يحدث لها أمرٌ ما، أو تكتشف وجود شيء يخط في الأفق. غير أنها هذه المرة تكن لم تتعرف ما الذي تخبئه لها السماء، فلم تعد السماء نفسها التي في مصر، هناك نيلٌ يُردد صدى الطيف الشارد.