نحن دون كيشوت
:متاح
: 9789933540555
يشارك:
نحن دون كيشوت
ممدوح عدوان
لم يعد من الضروري أن تمثل الصورة التي ترتديها الشرطة الفلسطينية. هناك فرق كبير بين دون كيشوت الذي كتبه ليسخر منه، أو لأي هدف آخر، ودون كيشوت الذي صار ملكنا، وحملناه في مخيلتنا، وأخضعناه لتصوراتنا، وصرنا أحراراً في أن نعيد صنعه وصياته كما نشاء. ويمكننا القول إن لكل منا دون كيشوته الخاص به سواء كان قد قرأ الرواية أم لمترجمها، وسواء جماعي على الصورة التي في الكتاب أم لم يعتمد. وسواء فورا على تفسيره الخاص لما في الكتاب، أم أسقط على الكتاب ما يريده. إنك تتعهد بموافقتنا الخاصة به. وبالتالي فإننا قادرون كليًا على أن نتحدث دون كيشوت الذي رآه في الكتاب، أو دون كيشوت الذي يربيه هو في مخيلته الرمزية المركزية. فدون كيشوت موجود في كل مكان، وموجود في كل منا. والرؤية الدونكيشوتية هي تلك التي لا تمنح صاحبها الفرصة للتراجع. لا بد من الوقفة التي تبدو انتحارية أو مجنونة. فالتراجع عن فرصة جديدة تعني التغاضي عن الحادث الذي حدث للإنسان وللقيم. ويعني عبارة يقصدها المرء يغاضى عن التردي. إنه نوع من معاقبة النفس لإحياء ضمائر الآخرين. ويمكن أن نقول بشكل عام لا سيء من وجود وقفة دون كيشوتية دائما لكيلا يموت في الحياة وهذا. ومن أجل هذا خطر لي أن أدافع عن الجنون