جامع العلوم والحكم
في شرح خمسين جديدا من جوامع الكل
جامع العلوم والحكمة
اسم المؤلف : ابن رجب الحنبلي
أخي المسلم أن الله _ قد منا بهذا الدين ، وأرسل له رسلاً وأنبياء اجتباهم الله من البشر بدعوة إليه ، وبه . ومِن تمام منَّته علينا : أن نضع للأنبياء والرسل ورثانا ورثوا عنهم العلم والفضل والقلق ، قذف الله في قلوبهم النور ، فبِه علَّموا الناس الدين ، ودعَوا إلى الله _ . ومن هؤلاء العلماء الذين نوَّر قلوبهم الله بالعلم والإيمان: الحافظ الدين ابن رجب الحنبلي، الإمام، الفقيه، المحدث، الواظظ، صاحب التسانيف الفريد بِموضوعها، غني بمحتواها، الذي من الله عليه بفضله ورحمته بغزارة العلم، ورجاة الأعضاء، وسيعة الأفق. ومِن تصانيفه التي كان لها أثر على الناس كتابه الكبير هذا ، والذي سمَّاه : «جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم» ، وهو شرح لكتاب «الأربعين» للنووي المحتوى الأصلي على ويتين حديثاً، فزاد هو _رحمه الله_ عليها الربع أحاديث ، ثم شرحها جميعاً في كتابه الذي نحن الحكم له . وقد جمع كتابُ ابن رجب الأحاديثَ التي وصفها العلماء بأن حكم الدين عليها، والتي بشرحها هائل فريد، جمعه بين طريقة أهل الحديث _ من خلال نقله لِكثير من الأحاديث والآثار، مع بيان الروايات والطرق، والكلام على أسانيدها النقدِ وتليلاً، التصحيح وتضعيفاً، وذكر الشواهد والمتابعات _ ، وبدأ التربوي في تهذيب النفوس والذي يمثل منهج أهل التربية ؛ بجودة عالية . ومع ما حوى هذا الكتاب من هذه الكنوز التي ذكرناها أنفاً ؛ لم يخلُ من ذكر فوائد ومسائل فقهية كثيرة لا يكاد المسلم تجدها مجموعة في غير هذا الكتاب، والتي ميَّزها مصنف الكتاب المباشر مباشرة جُلِّ الأقوال في الطبخ ، حتى غدا الكتاب مرجعاً لأهل الحديث والفقه