وردت الجبال الصدي
اسم المؤلف : خالد حسيني
كل ما لم تكن باري ترغب فيه من أمها هو أن الكثير من شذرات ذكريات ماضيها المفككة والتباعد وأن تساعدها على ما تذكره إلى نوع من التسلسل المؤدي للأحداث. لكن ماما لم تكن تقول الكثير. أجابت عنها الكثير عن طفولتها في كابول، أبقت باري بعيدة عن الماضي إلى أن صغارها عن السؤال. والآن أن ماما أصحت بكل شيء لهذا الصحفي في المجلة؟ ويأذن إتيين بوستولر عن نفسه بنفسه في ذلك اللقاء كما لم تفعل مع ابنتها بمفردها على مر السنين.باري لا تعرف أنها لا تعرف أي شيء. لكن ربما كان هذا هو قصدها الحقيقي منذ البداية أن تهز عالم باري، أن تتقلب رأساً على عقب عمدا، لتحولها إلى شخص غريب عن نفسه، لتزيد الشك في ذهنها حول كل ما كانت باري تعتقد أنها تعرفه عن حياة، لتجعلها تشعر بالضياع كما لو كانت تهيم ليلا في الصحراء، تتعرض للظلمة والمجهول، وكي تشعر بالحقيقة غائمة، كنور صغير جدًا يومض في البعيد على نحو متقطع، تحرك مراوغ ومنحسر إلى وقت. أعتقد أنه ربما كانت هذه العلبة ماما لها على اتصالات بجوليان، وعلى الإحباط الذي كان دائما بالنسبة لامها. باري، التي كان من المتوقع أن تضع حدانينة أمها مع الشراب وعلاقاتها مع الرجال، والسمنة المهدورة في محاولة لإيجاد السعادة. لتتحمل كل تلك القيود كما كانت. في جميع أنحاء الجلد، يغادر الجميع وانكساراً أكثر وانحرافاً، وأكثر من السعادة. ماذا كنت بالنسبة لك يا أمي؟ تبدو باري. ما الذي كان من المفترض أن تكون عليه بعد أو وُلدت منك، من رحمك، هذا إذا لا يفترض بنا أن ولدت من رحمك؟ هل كنتب بذرة الأمل في حياتك؟ هل كنت تذكرة اشتريتها لتحرري من الظلام؟ هل كنت ضمادا الطبقةه ليشفيك من تلك الندبة في قلبك؟ وإذا ما كان ذلك صحيحا، فأنا لم أكن كافية لك. لم لا تكفيك لأمر بسيط. لم لا يكون بلسم ألمك. كنت مجرد درب مسدود آخر في حياتك، مجرد برت عليك، ولم تكتشف هذا بسهولة. لا بد أنك أدركته. ولكن.. ما الذي كان يمكن أن تفعليه؟ لا يمكنك أن تذهبي لمتجر لتبيعيني بكل بساطة