أثناء الجيل الجديد

اسم المؤلف : عبد الجباراعي الرف

لا أفتقر تعلم بالجيل الجديد، حيث تبدأ علاقاتي وأحاديثي وحواراتي معها، هم أقرب إليّ، تعرف جيدًا قربهم، وفهمي لنمط حضورهم في العالم الجديد. يجب أن يكون في التعليم أكثر من أربعين سنة، وما زال واضحاً جيل الأبناء من رؤية جيلي. ذلك ما يدعوني للكتابة عن هذا الجيل، وتثمين منجزه اليوم، وما يعد به. ويتعهد في هذا الكتاب تقديم رؤيتي الشخصية، وإذا كنت أعرف سلفا أنها لا ترى الإيمان كلِّي جيلي، ولم أمنح نفسي الحق بالكلام نيابة عن أي شخص في الأرض. إنني أرى شخصية لأسماء عائلة مشهورة قبل نصف قرن تقريبًا، وتتكون هذه الأسرة من أم وأب، وأربعة وعشرين، وأربعة أبناء، أصغرهم يتجاوز ثلاثة تسعة من عمره، وأكملوا تعليمهم العالي، وتحصَّل الامتياز على الدكتوراه، وآخرون على الماجستير. لا عصر هذا الكتاب شعارات تحريضية ودعوات تعبوية، إنها محاولة تنشد تفسير ما تشهده جيل الأبناء يجعل منه متفوقًا على آبائه وأسلافه، ولا ينشد الكتابُ افتعالَ الصراع بين الأجيال، بل يحاول الكشف عن نسيج الواقع الحقيقى المتشعّبة والمتضادّة التي تعيشه مجتمعاتنا اليوم. """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" ولا يتحق ذلك إلا بمواقف شجاعة للآباء والأبناء، يبادر فيها الكلُّ للحوار والتفاهم والتفاهم، والجادّ على خلق شراكة واقعية تُستثمَر فيها الطاقات من أجل بناء عالم أجمل، والسعي لخفض وتيرة عدم الاعتراف والتنابذ والاحتراب والجمعة بين جيل القديسين والأبناء.