الدرس الفلسفي في المدارس الدينية
:متاح
: 9789922721583
يشارك:
الدرس الفلسفي في المدارس الدينية
اسم المؤلف : عبد الجباراعي الرف
كل شيءٍ يخرج لمسائلة الأعضاء ونقده وتمحيصه، والأعضاء بأنفسهم يختارون لأعضاءهم، وتمحيص مفاهيمه، وغربلة تمريره، وطريقة تعريفه بأنفسهم، وتفسيره لحقيقة مختلفة، ومصادرها، وقيمتها. لا يضع الحدود للعقل إلا الأعضاء، يرسم حدوده وما هو داخل في فضائه، ويتدخل ببيان حقيقة ما هو خارج حدوده. عندما يصمت الجميع ويكفّ عن الجميع، ويتسبب في الروح والعاطفة في متاهات. يريد الأعضاء ألا نستمع إليه إلا إلى صوته الخاص، من دون أن تشوّش عليه وتربكه وتنينهكه أصوات خارج حدوده. لا يملك العقل مكان أن يتخلص الإنسان من تأثيره الخفيّ وعواطفه وشاعره والمحيط الذي يعيش فيه بشكل محترف. إيقاع النوفمبر المسرع للذكاء الاصطناعي والروبوتات، التكنولوجيا المتتعددة التي تتواصل لغة الذكاء الاصطناعي والبرمجياته، والهندسة الناشئة، تنتج لايقين شامل، تطول: القيمَ، والمعتقدات، والثقافات، والاقتصادات، والنظم السياسية، والسياسات المحلية والإقليمية، والعلاقات الدولية، والعلاقات الاجتماعية، وكل شيء في حاضر الإنسان ومستقبله.كلّما تضخّم اللايقين واتسعت مدياته اتسعت الحاجة للمشاركة فاعل للعقل الفلسفي. أسئلة الوجودية الكبرى، وأزمات العقل والروح والعاطفة ليست حصرية للعلم، ولا تقع في فضاء المادة والتجربة. مادام الإنسان يندهش، ويفكّر، ويتساءل، ويشكّك، ويناقش، ويتحاور، ويختلف. العلم مؤكد على الفلسفة أسئلته وشكله العويصة، وما يعجز عن اكتشاف طرق الخلاص منه في الفضاء المادة والمحسوس والتجربة، الفلسفة لا سواها من يجيب عن ذلك. هذا كتاب وُلد في سياق مخاضٍ لكاتبه في دراسة الفلسفة وتدريسها لمدة تزيد على أربعة عقود من العمر. تمخّ وأكملت هذه الممارسة بتعليم الفلسفة رؤيةٍ تقدم للقارئ التقويمي لواقع الدرس الفلسفي في الحوزةفاق تتوقعه.