هناك مفاهيم يصعب تعريفها بالرغم من أننا لسنا بحاجة إلى تعريف لتوضيح معنا، مثل "الهدس" أو "الحب". لكن في المقابل، هناك مفاهيم بناء تعريفها رغم حاجتنا بقصور التعريف في إيضاح معنا، ومفهوم "العلم" إلى هذا النوع الأخير. لن نلجأ إلى المعجم بمعنى كلمة، ولكن في النهاية لا يكفي أن نشعر بماهية ما نشير إليه لأي كلمة. بعبارة أخرى أكثر تحديدا، المساهمون على معنى كلمة "علم" يُسهم في مساعدتنا على كيفية استخدامها، لكنه لا يرحب بنا في الوقوف على جوهر العلم رفض أداة معرفية، وهذا الكتاب ما جاء لسد هذا القصور.

تناول هذا الكتاب موضوع العلم من خلال ثلاثة أبعاد: الآثاري، وبُعد تاريخي، وبُعد فلسفي. في تسهيلاتي، يستعرض الكتاب أهم الأدوات التي يسترعين بها العلم على جني ثماره، وهي المنطق والرياضيات999، وفي البُعد التاريخية يعود الكتاب إلى الباحث في محاولة كشف عن جذور العلم في الحضارات القديمة بشكل عام، وفي فيزياء أرسطو بشكل خاص، ثم ينتقل الكتاب إلى البُعد الفلسفي ليتوقف عند فلسفة العلم وما تتبناه من ثم، ولا سيّما تلك المشكلات المتعلقة بالتفسير العلمي.

هذا كتاب لكلّ قارئ ينعم بنعمة الفضول العلمي، وسيجد فيه ما يُغذّي هذا الفضول ويه إلى التفكير، وليس كل ما يستحق التفكير فيه أكثر من العلم وتوضيحه من تساؤلات.