روح على كف

اسم المؤلف : زكريا عبد الجواد

في الثاني من أغسطس، حدث ما لم يكن أحد ليتوقعه.

قبل أن يحل هذا الوقت، كانت تفاصيل الحياة تمضي في طريقها الكلاسيكي، إلى أن راحت تفاصيل أخرى تتوارد، وتتقلب معنا وأحوال رأسًا على عقب. عندئذ، ماتت الحياة إلى ما يشبه بشكل كبير في داخل النفق، وبالتالي أقصى ما يفعله المرء، هو أن يسعى عبر أي وسيلة، من النجاة بنفسه وبعائلته، من ذلك الجحيم المستعر.

هنا ثمة أخرى حكايات عن ملامح الحياة في كويت ما قبل الغزو، قفزًا من الصحافة ومرورًا بالفعاليات الثقافية والفنية، يتم تسليط الضوء عليها مع قصة لاثنين فقط، التي انقلبت أحوالها فجأة، من الحياة جرّة، إلى حياةٍ وجدوا أنفسهم فيها، وقد اقتربوا من حافة الجحيم. تلك اللحظة، كان عليهم أن يأخذوا، لكل الذي لم يكن ليخاطر بهم ليوم واحد، وأن يتقنوا هذه المرة، من أن تأتي، ولن يقيس سوى الجرعات من الرعب، وشعورٍ بان الأمان.

وأدركوا حينها أن ما يجب عليهم فعله، لكي يتجنبوا قصوة حقيقةهم وما بعده من الكوارث مجهولة، هو التمسك بأهداب الحياة، تحرير ذلك الموت الذي راحت أشباحه تطل عليهم، وأن ينتزعوا من بين فكيه، نفحة إضافية لحياة مرتجاة. وكانت على تلك الأسرة، أن تتخصص في هذا الوقت الحِرج، مسارًا صغيرًا يمكن أن يساعدها على العثور على مخرج.