رحلتي من الشك الى الايمان
:متاح
: 9789778713725
يشارك:
رحلتي من الشك الى الايمان
اسم المؤلف : مصطفي محمود
"لقد عبادة الله لأني أتيت في عبادة نفسي وأعجبت بمضة النور التي بدأت في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة كانت هذه الحالة النفسية وراء الجدل المثير الذي يتكرر كل يوم.. وغابت عني أيضا أصول المنطق وأنا أعالج المنطق ولم أدرك أني أتناقض مع نفسي إذ اعترف بالخالق ثم أذن ومن خلق الخالق فأجعل منه مخلوقاتاً في الوقت الذي أسميه فيه خالقاً وهي الفسطة بعينها. ثم إن القول بسبب أول للوجود يقتضي أن يكون هذا السبب سبب الوجود في موجود وليس معتمداً ولا محتاجاً له سوى وجود.أما أن يكون السبب في حاجة إلى سبب، فإن هذا يجعل واحداً من طرق السببية ولا يجعل منه سبباً أول. والمحرك الأول للوجود.ولم هذه الأبعاد تحدد في ذهني في ذلك خسارة.ولم نعرف بعد من هو أرسطو ما هي القوانين الأولى للمنطق والدل.واحتاج الأمر إلى ثلاثين سنة مع الغرق في كتبلاف ليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس التقدم في النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر.. ثم تقليب الفكر على كل وجه قطع الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب اليوم من كلمات على درب اليقين.لم يكن الأمر سهلاً.. لأني لم أشأ أن تأخذ الأمر مأخذاً سهلاً.ولو أني أصالة إلى صوت وقادة الفطرة وتركت البدلة واتجهني لأفيت نفسي من عناء الجدل.. ولتني الفطرة إلى الله.. ولكني دخلت في زمن تعقد فيه كل شيء وضعف صوت الفطرة حتى أصبح همساً صوت. حتى ذهنه صارم لجاجة وغروراً واعتداداً.. والعقل معذور في إسرافه إذ يرى نفسه واقفاً على هرم هائل منجزات لأنه يرى نفسه مانحاً للحضارة بما فيها من صناعة وكهرباء وطائرات وغواصات ويرى نفسه قد يقتحم البر والبحر والجو والفرسان تحت الماء.. فتصور نفسه قادر على كل شيء وزج بنفسه في كل شيء وقام بنفسه حكما على ما يعلم وما لا يعلم."