مجلة في فرع الشيخ الفنون والدراسات حصلت على جائزة زايد للكتاب. 2023
ليست الخرافات مجرد دروس حيوانية أو مواعظ جوفاء، بل إنها في أبسط تعريفاتها هي الجنس الأدبي الذي يتكلم فيه، وينصت له الإنسان. في حرمان ينطق من حكم الكلام، وهذا الحرمان ليس حال الحيوان وحده. الخرافة هي فن مهزومي التاريخ، تحديد الوقت الذي يتعطّل فيها الحكم، ليتحدث فيها فجأة من طُرِد من عالم الحكم.

هذا الكتاب هو محاولة أدبية لإعادة التفكير في خرافات الأدب العربي، واقتباس منها أداة للبحث العلمي، من أجل التعرف على طريقة كلام الجماوات الفريدة. والتي يمكن وصفها أخرى بأنها الجمل عبر استعارة صوت وعارية آخر، وعبر حكي قصة داخل قصة، لتنكسر لاستخدام هيمنة الصوت الواحد.
يعود الكتاب إلى نصوص أساسية في فن الخرافة، وتحديدًا كتاب «كليلة ودمنة»، وأيضًا كتب مثل «النمر والثعلب»، و«الأسد والغواص»، لكي يلتقط الخيط الذي يعرف بـ«الكتب التراثية»، محاولًا رسم علاقاتها باللحظة التي كُتبت فيها، من أجل وراثة الأمل الكامن في الخرافات، ووضعه في حوار مع لحظتنا الحاضرة، التي تتوقف فيها الكلام.