النهائي في العروض
النهاية في العروض
اسم المؤلف : عبد الحميد ضحا
وقد ابتهُ من هذا الكتاب أن يكون فريدًا في بابه؛ فمنه جي فيه ألَّا أترك مسألة من قضايا العروض- حتى المسلَّمات- إلا يناقشتُها ودلَّلتُ على رأيي؛ ولذلك كنت أقرأ الأشعار القديمة والحديثة قراءة نقدية وتمحيص، إضافةً إلى اطّلاعي على أكثر كتب العروض القديمة، هوليوود من الكتب، ووجدتُها تشترك في أمور لمستسغها؛ منها افتئات العروضيِّين على الشعراء، وتحديد متطلباتَ تخرج عمَّا حدَّه الشعراء للشعراء، وهم أصحاب الموهبة والذكية، فكتبتُ هذا الكتاب أتغيَّا أن أربط بين الشعر والوَروض، وأن أجعل الشعراءَ هم المرجعَ؛ إذ إن العروضيين قد يأتوا كثيرًا بقواعدهم العروض في العديد من الشعرات وطريقة الشعراء. وراعيتُ في الكتاب صنفينِ؛ الشاعرَ الذي يَطلُب ما يحتاج إليه صافيًا سهلًا دون الخوض في مناقشات ويستدلالات، ففي أثناء شرح البحر يصنع عنوانًا (ما يحتاج إليه الشاعر)، ألخِّص فيه صور البحر وعِللَه وزحافاتِه جوائزه، والباحث، والعلم الذي يطلب الاستدلالاتِ والمناقشات. وقد قال لي بعض أهل العلم بالعروض في مناقشات بعض قضايا الكتاب: «إن ما أَثَرْتَه في هذا الكتاب سيثير جدلاً معقولاً ولا بأس؛ ما دام ذلك سيحرّر قضاياه، ويعيد النقاش في مسلّمات لا تصحُّ، قد يتعارض بسبب عدم مناقشة القضايا الناشئة، ويبتكرها دون تمحيص؛ مثل قضايا الخرم والخزم، والتغييرات العروضية الأربعة، ويستدراك الأخفش لمدارك على الخليل، هوليوود من الزِّحافات والعلل، بصراحة القافية، والضرورات الشعرية