يصل كتاب «السحاب الأحمر» بين جزئين هما؛ «أوراق الورد» و«رسائل الأحزان» كون واسطة العقد وذروة حكاية الرافعي مع قلبه الذي أتمنى ثم أحب ثم ابتلي بالجفاء. ويبين الرافعي في هذا الجزء من حكايته كمية التضاد بين حالة المحبين خلال الموصل وبعد القطيعة، بالتأكيد ألا خصومة وأعنف من خصومة متحابين تباغضا. ويصور الرافعي في هذا الكتاب نجاح الكراهية الناشبة على ما نبت وشب في وقت الوصل، فتأتي الكراهية حارقة لكل أمل رعاه الحب، وسود مرارة الألم لتطغى على حلاوة المؤتمر فكأنها لم تكن. كما يشير الرافعي إلى تولد الجفاء من التهمة، والظن، والخداع في الحب، ثم ينتقل للحديث عن فلسفة البغض وطيش القلب ولؤم المرأة. وقد رسم الرافعي من خلال بلواه الحالة التجريبية الذي أغلق أسير الحب من غير أمل، لا في وصلٍ في شفاء، فلا يملك إلا أن يصيح بكل ما فيه من ألم النفس منذرًا بكراهية ضعيفة لن تكتمل إلى الأبد مع المحبوبة