لاحظتها التي لاحظتها وعيها الواسع بفارقات الحياة اليومية، اختارت نوارة نجم لروايتها الأولى هذه الإطارا من الفانتازيا الساخرة، التي تم تحديدها من خلاله خلال فترتها تجري على مدى يوم واحد داخل أحد مقرات مباحث الإنترنت في القاهرة لتكشف عن التقارير الشديدة الآنية. وهي تنسج هذا الواقع - بخفة دمها المعهودة - بحنكة شديدة عبر بناء محكم يقوده اتجاهاته إلى التلفاز الآخر ويتوقع نتائج غير متوقعة. وهي أبطال الرواية، فهن من خلفيات اجتماعية متعددة الطبقات. جنين تقدم بلاغات عن حساباتهم الخاصة بالمشاهير الإلكترونيين مما قد يشير إلى هذه الجرائم من الجرائم الفردية، وتحدث إحداها وهم في المبنى، عندما تكون واحدة من المارة في الخارج صريعة برصاص شيخ عجوز

وعندما تذكر لنا نوارة من خلال إحدى شخصياتها النموذجية، فإنها بالبشر داخل الويب الأسود الكامن في عمق الإنترنت، قد يظن البعض أن هذا من تأليف الخيال. ولكن للأسف، الحقيقة مأساوي تمثل جزء كبير من سيرة مجتمع معاصر تختزل فيه الكاتبة الكثير من صور التناقض مع مجتمع الأحداث قد لا تثق به ولكن لا تكفي لإثبات وجوده والتمدد في شرايين المدينة.