من حكايات زمن الجواري، مرورًا بالموت على تل العقارب، ومغامرات عبد الله أفندي بالمر، والبطريرك في المنكر، وجلاد دنشواي، إلى أن رفع عبد الحكم، يحتوي هذا الكتاب الممتع على ثلاث عشرة حكاية، قد يعجب من أحداثها كثيرة من القُرَّاء، ليس العلم فيها سطر واحد من وحي الخيال، أو عبارة واحدة لا تستند إلى مرجع أو مصدر، سواء كانت وثيقة، أو صحيفة، أو مذكرات، أو دراسات وأبحاث. كان هدف الصحفي والمؤرخ صلاح عيسى أن يصبح هذا الكتاب الأقدم الكبير ما يكون إلى صورة للوطن، تغري المُحبين بالقراءة في تاريخه، وبالهيام في عشقه، كما أغرته. روى عن الوطن في مفهومه الأكبر والأوسع مدًى، وحكى عن مصر، ومع غيرها من أقطار الأمة العربية، التي كانت - ولا تزال - في القدر والربى ذوي الرحمة، وفي التاريخ والأحزان الإخوان. استطاع أن ينقل القارئ، من خلال هذه الحكايات، إلى الزمن الذي أثبت فيه حقائقها، بكل ملامحه، وشخوصه، ومبانيه، وحوادثه، وصحفه، فنونه، فيعشقه، مثل كاتبنا الكبير، لأنه ماضي الوطن الذي لا نملك إلا أن نُحبه، حاضرًا وماضيًا ومستقبلًا.