غرق الحضارات
اسم المؤلف : امين معلوف
يجب أن تتناول تحليلات أمين معلوف باهتمام؛ فتجليات حدسه هي عفوا تنبؤات نظرا لتأمين المحفظة الرقمية بالتحولات الكبرى التي شهدها تاريخها. كان القلق يساوره منذ ولادته بسبب الفيتنامي “الهويات القاتلة”، ثم منذ عدة سنوات بسبب ” اختلال العالم”. وهي يشرح لنا اليوم سبب تعرض النطاقات الحضارية كافة إلى الغرق. منذ أكثر من نصف قرن، يتأمل مؤلف العالم ويجوب أرجاءه. كان موجوداً في سايغون عندما انتهت حرب فيتنام أوزارها، وفِي طهران عندما اندلعت الثورة الإسلامية. هذه الدراسة الثاقبة والمسهبة، إنه المشاهد المهتم بالمجريات والأحداث والمفكر على السواء، يتواصل بين سرد الروايات القديمة الطروحات، فيروي وفيه العناصر التاريخية أحداث بارزة كان أحد الشهود العيانائل القلاد عليها، ثم يتقي إلى مصاف المؤرخ متجاوزاً ما الشخصية ليوضح لنا بسبب الانحرافات المتعاقبة التي شهدتها حتى الآن لقد شفى هذا الانهيار تمامًا. فيقول إن “الظلمات بدأت تكتمل من أرضي الأم” قبل أن يتوجه إلى اندثار واضح التعددية والهزات المتتالية التي ألمّت بالعالم العربي الإسلامي وانتشرت انعكاساتها التالية شيئاً فشيئاً في كل أرجاء العالم. كما فرض المؤلف فرضية جديدة عن “انقلاب كبير” الحادث إلى تحولات جذرية في المجتمع البشري كافة بحيث أصبحنا الآن ورثتها المفزوعين. ويفترض أنها بالقول إنه لا بأس من حدوث صحوة؛ فسفينة العالم لا يحق لها الحصول على بحارتها نحو هلاكها