التعبير القرآني
:متاح
: 9786144151396
يشارك:
التعبير القراني
اسم المؤلف : فاضل صالح السامرائي
هذا هو الكتاب الأول ضمن دراسات بيانية في المساهمين القرآني وبعده بالدكتور بهذا التقدم:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يحصل عوجاً والصلاة والسلام على رافع لواء الهدى سيدنا محمد وعلى آلهبه والدعين بدعوته وبعد:
كنت أسمع من يقول: إن القرآن معجزه وإن كان أعلى كلام مخفي لا يمكن مجاراته أو مداناته،ان الخلق أجمعين لو استمعوا على أن يقولوا مثله ما استطاعوا. وقد شاع في كثير من الكتب نحو هذا القول. ينظرون في هذا غلواً ومبالغة، دفع القائلين به حماسهم وتعصبهم للعقيدة التي يحمونها. بعد ذلك أقرأ الكثير من التعليلات التي يستدل بها أصحابها على سمو هذا التعبير مارتباط الآيات التقاعدية وارتباط فواتح السور بخواتيمها وارت السور السور الخزانة لحصول الألفاظ دون مرادفاتها ونحو ذلك فلا أراها علمية وأجد منها متكلفاً وأقول: لو كان التعبير على غير ذلك لحلوه فإن الإنسان لا يعدم تعليلاً لما يريد، إلا أنه عبر الزمن وبعد اطلاعي على مؤلفات أحسبها غير ضرورية في كتب اللعة والتفسير والإعجاز والبلاغة ونحوها – بحكم حصري- بدأت أميل إلى تصديق هذه المقولة، فقد تعلم لي أن قسماً غير قليل مماُتب كُتب بروح علمية عالية وأن كثيراً مما كُتب لا أزال أراه الآن كما كنت أراه من قبل.
ثم قررت أن أدرس النص القرآني بنفسي فبدأت أجري موازنات بين كثير من الآيات من حيث التشابه والاختلاف في التعبير، والتقديم والتأخير، والذكر والحذف وما إلى ذلك من مهمة لغوية وبلاغية ومعنية، وفحصها دقيقاً فراعني ما رأينا من الدقة في التعبير والإحكام في الفن والعلو في قطعة. وجدت تعبيرا فنيا مقي سنو حُسِب لكل كلمة فيه حسابها ، بل لكل حرف، بل لكل حَرَكة.
ونتيجة أمعنت النظر والدقيق والموازنة ازدت بذاك يقيناً وبصيرة . وانتهى إلى حقيقة مسلمة بالنسبة إلي أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من كلام البشر، وأن الخلق أولهم وأكملوا لو استمعوا على أ ن نفعلوا مثل ذلك ما قدروا عليه ولا قاربوا.
وأنا لا أطلب من القارئ أن يُسلّم بهذه الحقيقة، فهذا طلب لا مطمع منه بالتأكيد القول والإدعاء المؤكد الذي أطلبه منه أن يخلع عنه جلباب الفكري وينظر بروح علمية مجرّدة. وأنا لا أشك في أنه سيصل إلى ما وصلت إليه.
صحيح أن الكثير من الناس ليس لديهم معرفة على المسلات اللغوية وليس لديهم معرفة بأحكام اللغة وأسرارها ومن الصعب أن يهتدي هؤلاء إلى أمثال هؤلاء يفسر من غير دليل يأخذ بأيديهم يدلّهم على مواطن الفنوالجمال ويبصّرهم بأسرار التعبير ويوضح لهم ذلك بأمثالهم ويفهمونها. وهذا الكتاب أحسبه من هذا النمط فما هو إلا دليل يشير إلى شيء من مواطن الفن والجمال ويبصّر بقسم من أسرار التعبير.
أنا لا أقول أني انتهى الكتاب إلى عن العصب والهوى وإن كان يُخيّل إلي أني قررت ولا أفترض أن القارئ سيسلّم بكل ما يجده فيه ولا أطلب منه ولكن أدعو القارئ منه أن يقرأ بعقل متفتح وقلب يقظان وأن يصبر على ما لم يتعاملوا معه علماً من أجل اللغة حتى ييَها عبر ليس بأمر عسير.
وأظنه متى فعل ذلك سيبصر ما أبصرناه وينتهي إلى ما انتهينا إليه
سأله تعالى أن يلهمنا الرشد ويجنبنا الزلل إنه سميع مجيب.