كهف.

محمد سعيد احجيوج

"كأن هناك من يتعمّد محو الدلائل التي تتوارى كل ما لدينا في قراءة رواية الكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج. من يكتب من؟ ومن يقبع في الذاكرة من؟ من يقفز من الصفوف؟ ومن يخُفي الجثث التي المهنة؟
قد يشعر القارئ بأنه يحتاج إلى دليل لقراءة هذه الرواية. ففي تقنيته الروائية المُحكمة، يتتبع احجيوج مسارات ومتاهات الذاكرة، واحتمالاتها الفالتة من أي سياق منطقي. ولن يميننا أحد الدليل على أن ما حدث قد حدث حقّاً. هناك مجموعة من القصص التي لن نكتشف الرابط إلا لاحقًا، رغم أن النهاية قد تكون مجرّد بداية أخرى.
رواية رواية عن حركات سرديّة، أقرب إلى مشاهد تتكرّر في الرأس، لكن مع اختلافات بسيطة في كل مرّة، تسجيل إمّا بتبدّل ملامح إحدى السمات الشخصية وإمّا تغيير اسمها، أو في تفاصيل من تاريخها العائلي. الأحداث التي تجري هي ثابتة وحيدة. ومن خلال كتابتها، تصير القراءة المتحركة واحداً. فالكتابة تبدو أخرى أقرب إلى أعضاء قهريّة لنصّ يُملى على الكاتب، لنصّ أنجز دائمًا، فقط الكاتب، ليس إلّا شخصية في قصّة أحدهم، حيث تمويل القابعة داخل الكهف كامل على كل المشتريات، وحيث الحياة هي كتاب واحد بصفحات لا فائدة منها سوى ملء كامل كاملات باسمنا."