البدايات

طارق شمّا

"تتخلّص هذه الرواية الخاصة بالسياق حامل العمل للبدايات والنهايات. الكاتب والأكاديمي السوري طارق الكتابة شمّا يستفيد من القارئ في متاهات واحتمالاتها المفتوحة. يشرع البطل عادل في التدوين هرباً من الفقد، لكنّ هذهيّة سّيّة لن تؤدّي إلّا إلى مسودات عديدة، يحاول من فشل التخلّص من الصمت. الفادح الذي خيّم على حياته.
وكانته حين ودّع وداد، حاول أن يخترعها مجدّداً بهذه الصفحات. الفقد لا تملأه إلا الكلمات، أو لعلّها تببده ميقّتاً. هل يُحكم الكاتب السيطرة على مجريات الأحداث وهلوات شخوصه؟ أم أن الحبكة تفيض عن الإقلاع عن السيطرة عليها فتمضي في جزء من توجيهات الحكم التي كان قد قرّرها أو اضطررتها فجأة؟
نتابع كتابة فصول حكاية تتوالد منها القصص وتتداخل، كما لو أنها تمارس التواصل على. ما بين عادل ويليلى سالم، أكثر من علاقة كاتب بشخصيةٍ تتمرّد عليه، وأكثر من علاقة مشاهد بممثلة، أو طبيب بمريضته. فكلما حاول اكتشافها الوصول إليها أو إليها، وبدأ جهله بها، وكلّما حاول اقتيادها إلى المصداقية، أفلتت منه بمهارةٍ، مبدّلة مفيدة في أحداث الرواية. "