حقيقة الحجز

بثينة العيسى

تشغيل كتاب «الحقيقة» حول كتابة الوصفية في القصة والرواية ويستعرض أربعة محاور هي: "الاستراتيجيات" و"الأدوات" و"الموضوعات" و"الحكاية". وأصبح الكتاب من ضمن ‏سلسلة

الكتابة عن الكتابة للأديبة الكويتية بثينة العيسى.‏

‎في المفتتح لكتابها هذا يؤكد الأديبة العيسى أن الحقيقة هي بوصلةُ الكتابة. إنها المكان ‏الذي ينتجه، سطرًا بعد آخر. ولأن الحقيقة هي جوهر العمل الفني وغايته، كان الوصف، وكان للكتاب الوصفية هذه الأهمية الرئيسية في عمل الروائي. إنها ليست مجرد أداة اختيار من تفعيل قدرتنا على نسج العوالم المختلفة، بقدر ما هي فائدة الراصدة للمعنى الذي يريده الكاتب، وهي ليست كتلة صمَّاء، بقدر ما هي رذاذ، أو غبار، شيءٌ يستمتع في العمل برمَّته، سطرًا بعد آخر. ‏‎‎إن عن الحديث الوصفي لا يمكن أن يحدث بعزلٍ عن الحقيقة الروائية، وإذا كانت ‏الحقيقة هي الكتابة الغاية، فإن الوصف هو الوسيلة. وهي وسيلة تأخذ حُكم الغاية.‏‎‎هذا الكتاب، هو محاولة لتتبع مسار خيطٍ واحدٍ في المعمار الروائي: الخيط الوصفي. وقد لا يُظن الأمر بسيطًا وثانويًا، مقارنة بمكوّنات الرواية الأخرى، مثل: الحبكة والشخصيات. قد عناصر تبدو أكثر جوهرية وشهية للكاتب المهم، ولكن الواقع، أن الخيط الوصفي ملتحمٌ ‏بجميع عناصر الرواية، إنها متغلغل في الشخصيات، والحدث، والمكان، ويصعب تحقيق أي شيءٍ في الرواية بدونه، وهو في أحيانٍ عديدة، الخطُّ تقسيم الرواية بين الحكاية ،بين ‏الأدب حذف القيود البيئة.‏‎إن الحديث عن الكتابة الوصفية، ويا ​​للمفاجأة! هو حديثٌ عن كتابة الرواية برمتها. إنه ‏رؤية الكُلِّي من خلال المختلف، وفهم المحيط من قطرة ماء. لنبدأ.