الوسيلة والبلاغة في شرح البلاغة المختصرة

للعلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور

اسم المؤلف : عبدالله بن صالح الفوزان

مقدمة الشارح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين .

أما بعد ..

وهذا شرحه حررته على كتاب موجز «البلاغة للعلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور المتوفى (1393هـ خدمة نصوصه الجرائد سهل وتعبير واضح الكتاب والسُّنَّة وما فيه من الأمثال والشعر، وشرحت أمثلته واجتهدت في تحريره بقدر الاستطاعة.

وقد سلكت في شرحه للمبتدئين :

۱ - قدم لهذا الشرح بترجمة مختصرة للمؤلف العلامة الشيخ : محمد الطاهر ابن عاشور ثم تحدث عن أهم علم البلاغة وحاجة طالب العلم إلى الإلمام بمسائله ولو على صفة الإيجاز، ثم تحدث عن هذا الكتاب «موجز البلاغة العالمية،فائدته ومنزله من كتب ،البلاغة وأهم شهرة فيه .

2 - شَرْحُ كلام ابن عاشور الدانتيل سهل وعبارة، للوقوف على قضايا البلاغة، وقواعدها وما تحتاج إليه من المثال، وقد استفدت من تعليقات ابن عاشور في بعض المواضع، وأدارته ضمن شرح المتن، وقد أشير إليه، وهو قليل جدًا.

3 - العناية ببلاغة القرآن والحرص على إبراز أسرار التعبير القرآني وإدراك ما فيه من خصائص البيان، وبعض الأمثلة من القرآن لتوضيح هذا الحصاد النفيس، وأتمنى أن يكون ذلك استرادًا أو خروجا على منهج المؤلف . .

الوسيلة والبلاغة في شرح البلاغة المختصرة

4 - العناية بأبيات الشعر التي مثل ابن بها عاشور بزوها إلى مصادرها، ونسبة ما لم ينسب إلى قائله - إن أمكن - وشرح غريبها، وبيان معانيها، وقد جاء في كتاب أبيات لا وجود لها في كتب البلاغة؛ فاحتاجت للرجوع إلى الدواوين الشعرية وما في بابها من كتب الأدب ؛ فراجعتها ووثقتها، وإن كان ثمة اختلاف أشرت إليها قدر الامكانية.

5- زيادة بعض الأمثلة التي لها مساهمة في النص الأساسي للمؤلفات، وإثراء المادة العلمية وقد مثل بأمثلة غير مسلمة من جميع المجالات، أو تختلف في تقريرها نظرة العلماء، وهذا لا يؤثر، لأن من قواعد الأصول: أن خيار لا يُستغل؛ لأن المقصود منه بيان ،القاعدة فيكفي فيه الفرض ومطلق الاحتمال (۱).

6 ـ ترجمتُ للأعلام يقدم في كتاب من شعراء وكتاب بالإضافة إلى ترجمة موجزة، وجعلت ذلك في حاشية الكتاب.

7 ـ تم ضبط المتن الآن كامل تسهيل قراءته على المدارس البلاغة، وتقويته من الخطأ معنى وإعرابا . - لم أكثر من عزو المعلومات إلى مصادرها؛ خشية إثقال الكتاب بالحواشي، بالتأكيد اكتفيت بزو ما له أهمية من النقول ونحوها، وقد عزوت إلى بعض المجلات العلمية بغرض إرشاد القارئ إلى أن هذا الموضوع قد يتم بحثه .

كما رجعت إلى مؤلفات معاصرة ؛ بسبب سبب تعاريفها، وكثرة أمثلتها ووضوحها .

9 ـ أودعتُ في هذا الشرح جملاً متعددة منثورة في أبوابها، وهي ضوابط بلاغية يستفاد منها للقارئ الكريم يتأنى في التأمل؛ ليحصل عليها .

10 - لا أدعي الكمال ولا قاربته في هذا الشرح، فقد فهمت کلام ابن عاشور في بعض المواضع على غير معناه، أو معها على غير مراده، ولكن حسبي أني بذلت جهدي في تحريره، لذا أرجو من القارئ الكريم - ولا سيما المتخصص - أن يهدي إلي ما الجديد من الملاحظات.

١١ - الاعتماد على الطبعة القديمة التي طبعت في المكتبة العلمية بتونس سنة (١٣٥١ هـ) تقريبا، وقد صورتها دار السلف سنة (١٤٢٦هـ) فهي

من أجود الطبعات - نظريًا هذا الكتاب - كعادتي في شرح المتون - بعد بذل الجهد، ولأن الله ولم ييسر لي الحصول على نسخة خطية ذلك .

هذا ، ، ​​وقد نشأت علاقتي بالبلاغة وظهرت الخاصة بها منذ بدء الدراسة الجامعية العلمية، ثم في كلية الشريعة في الرياض ثم وفقني الله لتدريسها من عام (1394) عدة اختبارات في المعهد العلمي، وفي بعض الدورات العلمية، ثم حصلت منها في بعض ما أنعم الله عليه من شروح الحديث لا نسعى بنفسي من أربابها ولا يشارك فيها الذين مَنَّ الله عليهم بولس، وقوة البيان وجمالهم، وذلك بفضل قصور أخرى، ومع باعي وقلة بضاعتي، لكني أن أختار أن أدلوي بدلوي بين الدلاء، وأضرب بشهمي في هذا الميدان الميداني المشارك بالبلاغة في خدمة البلاغة من خلال شرح هذا «الموجز»، والحرص على تقريبها التطوع وحبيبها رسميًا، ووصفته : الوسيلة والبلاغة في شرح موجز البلاغة) (۲) .

رأيت أيها القارئ الكريم في هذا الشرح شيئا من الضعف في تطبيق، أو الخلل في تطبيق الخليج، أو سيئة بالفعل، فأنا أعترف بالقصوري وقصيري ، ولا أُسَلِّمُ نفسي عن وزلل ولا أصم قولي عن وَهُم وخَطَل ) .

والله أن ينفع بهذا الجهد ؛ إنه سميع قريب مجيب.

وسأكتبه

عبد الله بن صالح للفوزان