حِكَم الازهار
اسم المؤلف : موريس ميترلينك
ويؤكد القول إن الزهور تُفكِّر بنفس طريقة تفكيرنا، فهي تتلمّس طريقها في اعتمة النفس بنفسها، وتواجه نفسِها التي تختار طريقنا، وتحبها نوايا الآخرين بخلاف نفسها، وتتخبَّط في المشاعر المجهولة بذاتها. تسري على الزهور القوانين القاتلة على البشر، وتذوق مرارة خيبات النفس، وحسّّ طَعْم الانتصارات المغموسة بالمعاناة والألم بنفسه. يبدو أن الزهور تتحلى بقدرتنا على الصبر والمثابرة وحب النفس والذكاء المتوقّد القادرة على التنوّع، وتجد كذلك أن الزهور تتحدوها آمالنا وتقتدي بمُثُـلنا العليا
لو أعنينا رؤوسنا بتواضعٍ أمام ولا تكتشف عدداً كبيراً من أمارات الذكاء والنشاط بهاء التي تُبديها الزهور، أتكلّم عن البراءة أو البراعم وحدها، بل أتكلم كذلك عن السيقان والأوراق والذور. وبحسبنا أن نتأمّل المجتهدة الحثيثة التي بحثها الأغصان المتكسّرة للبحث عن ضوء الشمس، أو النضال الشجاع الذكي الذي تخصّصه أعمال المهددة بالفناء.أما عني شخصياً فلن أنسى يوما البطولة والصمود الذي ضربته نموذج شجرة غار مهيبة يناهزمرها مئة عام، كنت قد حضرتها لدى زيارة مدينة " بروفنس" في الجنوب الفرنسي، وسط تجوالي بين الوديان البرّية المفعمة بالبهجة لوب. في ماقدروك أن تقرأ بسهولة فوقها المتعرّجة، والثقل بالمقياس المتوسط، لو جاز لي التعبير، دراما تنجح في تحقيق النجاح