التاريخ السري للرحلة 149
:متاح
: 9781789465365
يشارك:
في الأول من أغسطس/آب 1990، غادرت طائرة الخطوط الجوية البريطانية الرحلة 149 مطار هيثرو متجهة إلى كوالالمبور. ولكنها لم تصل إلى هناك قط، ولم يصل إليها ركابها البالغ عددهم نحو 400 راكب. بل توقفت الرحلة 149 للتزود بالوقود في الكويت، بينما كانت القوات العراقية تحشد على الحدود ـ وتسلم الركاب وأفراد الطاقم إلى أيدي صدام حسين والجيش العراقي، لاستخدامهم كدروع بشرية أثناء غزوهم للكويت. ولكن لماذا مضت الرحلة 149 التابعة للخطوط الجوية البريطانية في تنفيذ خططها للتزود بالوقود في مدينة الكويت، حتى في الوقت الذي تم فيه تحويل مسارات جميع الرحلات الأخرى ـ وحتى برغم أن الحكومتين البريطانية والأميركية كانتا على علم واضح بأن صدام كان على وشك غزو الكويت؟ والواقع أن الإجابة تكمن في تبادل المصالح بين أعلى مستويات الحكومة، ومنظمة سرية غير خاضعة للمساءلة ـ بتفويض من مارجريت تاتشر ـ تنفذ عملية استخباراتية "يمكن إنكارها" لتهريب مجموعة من عروض الاستخبارات إلى الكويت على متن الطائرة. كانت الطائرة بمثابة "حصان طروادة"، وقد كذبت الحكومات البريطانية المتعاقبة بشأن الخطة ـ فضلاً عن العواقب المروعة والمؤلمة التي لحقت بالركاب المدنيين ـ ونفت صحتها وأخفتها منذ ذلك الحين. وقد كُتب هذا الكتاب المتفجر، الذي من المقرر أن يتحول قريباً إلى دراما تلفزيونية كبرى، بالتعاون الكامل من جانب الناجين، فضلاً عن مدخلات مذهلة وحاسمة من مصدر استخباراتي رفيع المستوى. إنها قصة فضيحة وخيانة وإساءة استخدام الاستخبارات على أعلى مستويات حكومتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة ـ والتي كان لها تأثير مباشر ومرعب على الهجمات الإرهابية في الغرب وشكل الشرق الأوسط اليوم. لقد حان الوقت لقول الحقيقة.