صورة الزواج

اعتقدت أنني أوضحت وجهة نظري. أريد شيئًا ينقل جلالتها ونسبها. هل تفهم؟ إنها ليست مجرد بشر عادي. تعامل معها على هذا النحو.

فلورنسا، ستينيات القرن السادس عشر. كانت لوكريزيا، الابنة الثالثة لكوزيمو دي ميديشي، حرة في التجول في القصر كما تشاء، تتأمل كنوزه وتراقب أعماله السرية. ولكن عندما توفيت أختها الكبرى عشية زواجها من ألفونسو ديستي، وريث دوق فيرارا ومودينا وريجيو، أصبحت لوكريزيا في دائرة الضوء دون قصد: سارع ألفونسو إلى طلب يدها للزواج، ووافق والدها نيابة عنها.

بعد أن تجاوزت سن الطفولة، كان لزاماً على لوكريزيا أن تشق طريقها الآن في بلاط مضطرب، حيث العادات غامضة، ولا يرحب الجميع بقدومها. ولعل أكثر ما يثير الحيرة في الأمر هو زوجها ألفونسو نفسه. فهل هو الرجل المهذب المرح الذي يبدو عليه قبل زفافهما، أم أنه صاحب الذوق الجمالي الذي يشعر بالسعادة في صحبة الفنانين والموسيقيين، أم أنه رجل سياسي قاسٍ يبدو حتى أخواته المهيبات يرتعدن أمامه؟

وبينما تجلس لوكريزيا مرتدية ملابس غير مريحة أمام اللوحة التي ستحافظ على صورتها لقرون قادمة، يصبح أمر واحد واضحًا بشكل مثير للقلق. ففي نظر البلاط، لديها واجب واحد: توفير الوريث الذي سيدعم مستقبل سلالة فيراري. وحتى ذلك الحين، وعلى الرغم من رتبتها ونبلها، فإن مستقبلها معلق بالكامل في الميزان.