الطاهرات

دراسة جامعة ومحررة لسير أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

اسم المؤلف : موسى بن راشد العازمي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورحمة الله للعالمين؛ نَبيِّنا محمد وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وبعد:

فقد خص الله رسوله من بين سائر أمته بالزواج بأكثر من أربع نسوة، وذلك لحِكم العظيم يأتي ذكرها في ثنايا كتابنا هذا، وتاهن في الكريم أمهات المؤمنين فقال: لنَّبيِّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمُمْرُوفًا ۚ كَان ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) [الأحزاب: ٦]، وطهرهن من الرجس فقال: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِين الزَّكَاةَ وَأطِعْنَهَ وَرَسُولَهُ ۚ). إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطْهِيرًا [الأحزاب: ٣٣]، وتحملن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة التحرير والجهاد وشظف الله في الآخرة الأجر العظيم، فقال: ﴿ إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكمن الجميلة . وإن كنتم تردن الله ورسوله ودار الآخرة، فإن الله يسعى للمحسنات منكن أجرا عظيما ) [الأحزاب: ۲۹] فكون رضي الله عنهم قدوات صالحات لنساء يؤمن في كل زمان ومكان، ويكون في أمهات يؤمن الصغيرة والكبيرة والأرملة، وقد تشن مع رسول الله بالسعادة التي لا نظير لها، رغم الابتلاءات والمحن الكثيرة، فيكفيهن فخرًا نزول الوحي في بيوتهن رضي الله عنهن .

وهل هناك حاجة إلى رؤية كل ما يتعلق بأمهات المؤمنين من تنزيل، وفضائل وخصائص وترجمة وفيية لكل واحد منهن؛ مع التحقيق والدقيق، وبذلتُ جهدًا في جمع مادة الكتاب - رغم ضعفي وفقيري وقلة منتشرة - ما جعل مرجعًا في بابه ويه «الطاهرات، استلالاً من لسان لهن : ﴿ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: ٣٣]، راجيا من الله أن لسبب مرجعي لكل من يريد أن يعرف مكانة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .

وإني لأعتذر للقارئ الكريم عمَّا سيجده من يشرح بعض الأفلام الغريبة، وتخريج بعض الأحاديث، فإني قد أسهو عن الشراكة، فأكرره في مواطن آخر، وحاول جو ألا يخلو التكرار من فائدة، والله الموفق. وأسأل الله أن يتقبله مني، وأن يجعل خالصا لوجهه الكريم، وينفع به الإسلام والمسلمين، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلام وبارك متها بتلا ديا على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

كتبه

موسى بن راشد العازمي