تسهيلات الوصول

إلى رسالة ابن سعدي في الأصول

اسم المؤلف : للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي

شرحها الشيخ عبد الله للفوزان

مقدمة

بسم الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، وناعوذ بالله من شرور، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه تسليما كثيرا .

أما بعد :

علم أصول الفقه علم جليل القدر، غزير الدافعية الهامة؛ لأنه أصل العلوم الشرعية لا يستغني عنه مفسر ولا محدث ولا فقيه، بل ولا تكمل ثقافة مدارس المسلم به إلا؛ لأنه المعين - بتوفيق الله - على فهم النصوص، واستنباط القضاء، يقول ابن تيمية الله : «المقصود من أصول الفقه أن يُفقه مراد الله ورسوله بالكتاب والسُّنَّة» (۱) ، وبعد الانتهاء من العلماء مجهوداتهم وبذلوا وقتهم في تأصيل أصوله، فريع جهوده، نجحت فيه

مؤلفات ذات المناهج المختلفة، والصفات الإعلامية. لكن أغلبهم على غالب كتب الأصول العاصفة، مما يجعل الأشخاص يفهمون قضاياه، وتوضيح عباراته، فاتجهت همة بعض أهل العلم - ولا سيما المعاصرون ـ إلى تبسيط الأصول، وحذف ما لا طائفة تحته، وكتابته الفاخرة

، مع الاختيار الاعتدال في شرح القضايا الواضحة والإيراد كمثال المجموعة التي؛ لأن هذه الغاية من علم الأصول.

وهذه الرسالة التي معنا الشيخ الفلسطيني علامة القصيم، وهو عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي المتوفى سنة (١٣٧٦هـ) الله، صفة تبدو وقد امتازت بما يلي: خلاف سهولة ألفاظها ووضوح معانيها، وهي

۱ - تصفية في جميع مؤلفات الشيخ كـ التفسير"، و«شرح عمدة الله»، و«المختارات الجلية وبهجة قلوبرار الأب»، وتوضيح الكافية الشافية وغيرها من مؤلفاته.

2 - عنايته بالقواعد والضوابط فالرسالة من أولها إلى آخرها قضايا أصولية وقواعد فقه وهذا منهج سلكه الشيخ في عدد من مؤلفاته مثل : القواعد الفقهية» و«القواعد وأصول الجامعة علاوة على ذلك .

٣ - أنها رسالة مختصرة وفية بالمراد، تحتاج إليها الراغب المبتدئ، ولا تستغني عنها الطالب المنتهى، ولهذا جرّدتها من حقنا الدليل والمثيل .

4 - أنها لا تحتوي على قضايا قد لا توجد في أكثر كتب الأصول، ولأنها تستخدم فيها من متطلبات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله - المبثوثة في كتبهما، وقد كان للشيخ عناية يسمى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، يوضح ذلك لكل من تأمل أو قرأته في مؤلفاته .

وقد اخترت هذه الرسالة لتدريسها في بعض الدورات التدريبية الصيفية (١)، ومنها : دورة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب الله العلمية الثانية التي في مسجد طيبة النصر الله في ضاحية صباح السالم في دولة الكويت - حرسها الله ـ وذلك لسهولتها، واختصرها ، ويستفيد منها ربعت بشرحها الكبيرة يناسبها، ليس بالطويل المُمِل، ولا بالقصير المُخِل، مع العناية بالأمثلة الكافية، فرغب إليَّ عدد من الإخوة - ومنهم الموجودون على الدورة المذكورة - بطباعة شرحها ليستفيد منه الطالب المبتدئ، المنطقة بكتابه، ويستفيد من بعض الفوائد والأمثلة. وهذه الرسالة فيها شبَهُ بالرسالة اللطيفة التي فلسطين الشيخ في الأصول، وقد جاء في هذه مسائل الرسالة مهمة خلت منها الرسالة الأولى، ومنها :

۱ - ستة القضايا بقواعد الألفاظ.

2- مسألة اشتباه المباح بالمحرم.

3- مسألة مخالفة الراوي روايته .

4- شروط العمل بمفهوم المخالفة .

5- مسألة كون العمل المفضول قد يصير فاضلاً .

وقد كتبت الأحاديث التي ذكرتها في الشرح ملتزماً الاختصار، ولم أعز كثيراً من المسائل؛ لئلا أثقل الكتاب بالحواشي التي قد يستغنى عنها، وقد كان الشيخ قد اكتفى بالفصول المجردة بين المواضيع فوضعت في الشرح عناوين الجوانب أمام المسائل الأساسية تسهيلاً لفهمها واستيعابها .

المقرر في القارئ الكريم إذا رأى ما كتبه زلة قلم أو نبوة فهم، أن يكتبه إليَّ مشكوراً مأجوراً لتلافي ذلك مستقبلاً، فالأذن صاغية، والصدر ،منشرح، وما يكتبه الإنسان عُرضة لقدد والانتقاد، وخطئة والتصحيح فالت قصير وارد، والخطأ موجود. وأسأل الله أن يجعل صالحاً ولوجهه خالصاً، وأن ينفع به كما به كما نفع بأصله، وأن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً متقبلاً، وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آلهبه وأتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

وسأكتبه

عبد الله بن صالح للفوزان

القصيم - بريدة بريدة بريدة/ 12370 الرمز البريدي/ ٨٩٩٩