قواعد فات النُّحاة
:إنتهى من المخزن
: 9789953884509
يشارك:
أمامَ بحرٍ منَ الكلام، تراكيبُهُ أمواج، يتولَّدُ بعضُها من بعض، في حركةٍ من التناسُلِ إذا عُرِفَ مُبتَداها، فهيتهاتَ أن لاَ مُنْتهاها، وقواعدُ تُحرِّكُ التراكيب، كامنةٌ في المُتُون، ما يُدْرَكُ منها نَزْرٌ لا كادُ يكون، إذا قُيسَ ببحرٍ منه يكُون أمام بحرٍ. لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوجٌ من فوقِه مموجٌ من فوقهِ سَحَاب، لا يَسْتطيعُ الباحثُ المُتَبَت آل، الواقفُ في المِحرابِ يُحَدِّق فيه، مِحرابِ المتْنِ، لا يتجهتُ إلى حاشيةٍ من حَوَاشِيه، إلا لِشيءٍ من الاستئناس. أمام هذا البحر البحر الخِضَمّ، لا يسعُدُ البحثُ الأَصيلِ، إذْ يَرَى في الكلامِ ما يَرَى، أَن يُشِيحَ عَمَّا يَرَى: مَلامحُ مِن قَواعِد التركيبِ وقَسَمَات، حقيقةٌ في مَدَى الإدراك، مرتَبتُها، في كتابٍ للنَّحْوِ نَرْنُو إليه، مرتَبةٌ مميّزة، أسْمَى، بما في ذلك يُقاس، من مرتبة الإعراب. إن كتابًا نُشيرُ باختصار الكلامِ إليه، هو دَعٌَ من عَقْلِنا والفُؤَاد، إلى لُغَوِيينا الطالِعين، أن يضْبِطوا انََهم إلى الإعراب، ويَجْتَنِبوا الغُلُو فيه، ويُعْرِضُوا عن كُتبٍ وكَرَاريس، تَكادُ تَقتصِرُ، إلى مَتْنٍ في عَتمتهِ المُضِيئة، متطلباتُ يَنْدفِعونَ منها: القيودُ جوهرُ الكلام، ويَستخرِجون ما يُسْتخرجُ منها: متطلبات فاتَتِ النُّحاةِ.