على بساط الثلج - على سجادة الثلج

مساحة الكلمة عند إملي نصرالله لا تدّها حدود. الزمان والمكان يرافقها، عصران حقائبها في سفر دائم؛ من القرية إلى المدينة، ومن زمن العربة إلى زمن النفاثة. إنها تسافر بخطوط جوية على الصفحات، وفي الأصقاع والأجواء، إلى حيث يحطّ بساط الريح. نظرًا لأن هذه المرّة، قد يتم حطّها على بساط الثلج، حيث يبدأ العالم أو قُلْ حيث يستمر... هناك حيث تظلّ الشمس عائمة على الأفق ستّة أشهر، هي مدّة يجب أن تكون ما بالبخيلة، وحيث يعانق ويل الليل بساطًا أبيض في رقصة رماديّة مدّة ستّة أشهر، خلقت الكاتبة فترة في كنفيّ جليدي، وبين أناس حَلّتين، إحداهما من القضاء والتراث والأخرى من حضارة العصر. لكن رحلة إملي نصرالله لا تنتهي، هية أمام الأعين، وعلى الشفاه الممتعة بصمت، حيث تتحول الكلمات إلى تصنعوَر، هي حياة الإنسان على هذه الأرض. عالم الكلمات لا يعرف حدود الزمان والمكان عندما تنطقها إميلي نصر الله. يرافقونه حاملين حقائبهم في رحلة مستمرة، من القرية إلى المدينة، ومن عصر العربات إلى عصر الطائرات النفاثة. إنها مملكة رحلة أبدية على الصفحات، في بلاد وأجواء بعيدة، إلى حيث تهبط سجادة الريح. ويبدو أنها هبطت هذه المرة على سجادة من الثلج، حيث يبدأ العالم أو بالأحرى حيث ينتهي... هناك، حيث تظل الشمس معلقة في الأفق لمدة ستة أشهر، وهي المدة التي تستغرقها الرياح. من زيارته الطويلة البخيلة، حيث يحتضن وشاح الليل سجادة بيضاء في رقصة رمادية لمدة ستة أشهر. أمضى الكاتب فترة في أحضان بيئة جليدية دافئة، بين أشخاص يرتدون زيين، أحدهما من التراث والآخر من التقليد. من حضارة العصر، لكن رحلة إميلي نصرالله لا تنتهي، بل تستمر أمام العيون والشفاه التي تهمس بصمت، حيث تتحول الكلمات إلى صور تمثل حياة الإنسان على هذه الأرض.