عتبة الباب - درجة الباب
:متاح
: 9786144382790
يشارك:
للألم عتبة. للجنون . للحبّ وللأوطان. وللسعد علق. ألا يؤمن المصريون بـ«تغيير العتبة» للتخلّص من سوء الحظ والتّعاسة؟ العتبة... شاسع هو ذلك الذي يفصل بين عالمين، ودعمة تلك المهمة اللازمة لاتيازه.تلملم لور خطاها، تعضّ على الألم وتنتصب كالرمح، كما فعلت لسنوات عديدة. خطوة واحدة وينتهي كل شيء. الحياة هنا باتت تماما... ماذا ستحمل معها؟ تلك التي سيحدث لها مانيا اسمها للمرّة الأولى؟ كل المرات التي ضحك فيها كريم؟ أتخبّئ بين مسامّ جلدها رائحة ياسمين دمشق؟ ومذاق الخبز الذي لا تشبع من غيره، كيف تحفظه؟ ستترك حتمية خلفها مشاحناتها الأخيرة مع أنس وأدوية البيئة بدأت تتعاطاها منذ فترة. ستترك صور أطفالين لن يستيقظوا، وبيوتاً لم يبقَ فيها حجر على حجر. ستترك وحشة حياة لم تعد كما كانت، وستمضي. ليس عليها سوى اجتياز العتبة. فقط اجتياز العتبة. للألم عتبة. للجنون عتبة. للحب والوطن عتبة. وللسعادة عتبة. ألا يؤمن المصريون بقوة "الإرادة"؟ "تغيير العتبة" لتحرير أنفسهم من البؤس والشقاء؟ العتبة تشبه حاجزًا ضخمًا يفصل بين عالمين، وتتطلب خطوة ثقيلة لعبورها.
تستجمع لور عزيمتها، وتقبض على فكها في وجه الألم، وتقف ثابتة كرمح، كما كانت طيلة السنوات الأربع الماضية. بخطوة واحدة، سينتهي كل شيء. أصبحت الحياة في هذا المكان لا تطاق. ماذا ستأخذ معها؟ تلك الورقة التي كتبت عليها مانيا اسمها لأول مرة؟ أصداء ضحك كريم؟ هل ستخفي رائحة الياسمين الدمشقي في مسام جلدها؟ وكيف يمكنها أن تتمسك بطعم الخبز الذي يرضيها أكثر من أي شيء آخر؟ بالتأكيد، ستترك وراءها آخر جدالاتها مع أنس والأدوية المرة التي كانت تتحملها. ستودع صور الأطفال النائمين الذين لن يستيقظوا أبدًا والبيوت التي لا يقف حجر واحد على حجر. ستترك وراءها عزلة الحياة التي لم تعد كما كانت من قبل، وستمضي قدمًا. كل ما تحتاجه هو عبور هذه العتبة. عبور العتبة فقط.